«حكايات أهل الفن»

ميريل ستريب.. حاصدة الجوائز المتألقة دوماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد نجمة هوليوود المعروفة «ميريل ستريب» (73 عاماً) اليوم أعظم ممثلة أمريكية على قيد الحياة، وأكثرهن ثقافة ومؤهلات، كما أنها تجاوزت كل زميلاتها في الماضي والحاضر لجهة عدد الجوائز التي رشحت لها أو تلك التي حصدتها عن أدائها الرائع وحضورها القوي على الشاشة والمسرح، وتقمصها أدواراً نسائية معقدة.

وأخيراً فازت بجائزة «أميرة أستورياس» الإسبانية (فئة الفنون)، وهي جائزة تُمنح سنوياً في مجالي الفنون والعلوم من قبل مؤسسة أميرة أستورياس، التي سميت بهذا الاسم تكريماً للأميرة ليونور، وريثة العرش الإسباني، التي أوضحت في بيان لها أنها منحت جائزتها لستريب بسبب «الصدق والمسؤولية في اختيار أدوارها».

وهذه مناسبة لكي نتعرف على ستريب أكثر ونعرف سر تألقها الدائم، ونجول في بعض أعمالها.

ولدت ستريب في يونيو 1949 بولاية نيوجيرسي لوالدين مثقفين، هما: هاري وليام ستريب، الموظف الكبير في مجال العقاقير الطبية، وزوجته الفنانة والناقدة ماري ويلكنسون، اللذان ترجع أصول أسلافهما إلى ألمانيا وسويسرا وإنجلترا وأيرلندا.

تلقت تعليمها في مدرسة سيدار هيل الابتدائية ومدرسة أوك ستريت الثانوية، ثم عملت نادلة كي تدخر من أجل الالتحاق بكلية فاسار التي تخرجت فيها سنة 1971، حاملة بكالوريوس الآداب بدرجة الامتياز، والتي أهلتها لمواصلة دراساتها العليا والحصول على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ييل للدراما سنة 1975، كما أنها ارتادت كلية دارتموث في السبعينيات كطالبة زائرة، فنالت منها في عام 1981 درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب.

إلى ذلك تلقت دروساً في الأوبرا لدى إستيل ليبلينج، ودروساً في الرقص لدى كارمن دي لافالادي، ودروساً في تمارين التمثيل لدى روبرت لويس.

ومما يذكر عنها أنها طوال سنوات دراستها كانت تمثل وتغني على المسارح المدرسية والجامعية وتحصد الجوائز، لافتة نظر أساتذتها كطالبة موهوبة ومتميزة في تقليد اللهجات وحفظ أدوارها بسرعة قياسية، بل إنها اختيرت لتكون ملكة حفل التخرج في السنة النهائية بمدرستها الثانوية.

وفوق ذلك كانت إنسانة ملتزمة دينياً؛ بدليل انتظامها في حضور القداس الكنسي الأسبوعي، وأيضاً ذات ميول رياضية؛ بدليل تشجيعها فريق تسلق الجبال بمدرستها الثانوية.

ظهرت ستريب للمرة الأولى على المسرح في عام 1975. وفي عام 1976، رُشحت لجائزة توني كأفضل ظهور لممثلة في مسرحية؛ لدورها في مسرحية «27 عربة مليئة بالقطن»، ومسرحية «ذكرى اثنين من أيام الاثنين».

أما أول ظهور لها على الشاشة فقد كان في سنة 1977 من خلال الفيلم التلفزيوني «الموسم الأكثر دموية»، ثم ظهرت لأول مرة في السينما سنة 1977 من خلال فيلم «جوليا»، وفي عام 1978، فازت بجائزة إيمي لأفضل ممثلة رئيسية بارزة عن دورها في المسلسل القصير «المحرقة»، وحصلت على أول ترشيح لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «صائد الغزلان» (1978).

فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «كرامر ضد كرامر» (1979)، ثم فازت بأوسكار آخر لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «اختيار صوفي» (1982)، وأوسكار ثالث سنة 2012 لتجسيدها دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر في فيلم «المرأة الحديدية».

لكن ستريب التي قدمت حتى الآن أكثر من 60 فيلماً، تنوعت فيها أدوارها ما بين ناجية بولندية من معسكر اعتقال نازي، وربة منزل تؤدي أغنيات فرقة أبا السويدية الشهيرة، ورئيس وزراء لبريطانيا، وبارونة أوروبية تستقر في أفريقيا السوداء، وصحافية جسورة تدخل معارك سياسية، وسيدة تقاوم الملل بدخول عالم الطبخ، وامرأة أسترالية غير مرغوب فيها ومدانة بقتل طفلها، تعد الممثلة الأكثر ترشيحاً في تاريخ جوائز الأوسكار (21 ترشيحاً)، كما تم ترشيحها 25 مرة لجائزة «غولدن غلوب»، ففازت بها 8 مرات.

 

Email