تحدثت عنها مجلة الكواكب المصرية بمناسبة مشاركتها عمر الشريف وسامية جمال في فيلم «موعد مع المجهول» لعاطف سالم من إنتاج 1959.

وقتها كانت هناك وحدة سياسية اندماجية بين مصر وسوريا باسم الجمهورية العربية المتحدة، وهذا الكيان الوحدوي الذي حول سوريا من جمهورية مستقلة إلى إقليم جنوبي تابع لمصر سمح للعديد من الفنانين السوريين بدخول مصر لتجريب حظوظهم في الفن دون أي إشكالات على اعتبار أنهم يتنقلون في الوطن الواحد.

كانت «فاطمة توركان شوكت» التي اختار لها المخرج عاطف سالم اسماً فنياً هو «هالة شوكت» هي إحدى هؤلاء السوريات، علما بأن شهرتها كفنانة مسرحية بدأت في سوريا في منتصف الخمسينيات.

وكانت زيارتها الأولى لمصر في عام 1959، أي بعد قيام الوحدة بسنة، حينما تيقنت أن جمالها وموهبتها سيفتحان الأبواب لها في مصر على مصراعيها. ويقال إن فاتن حمامة لما رأت صورتها لأول مرة قالت إنها خطرة على السينما المصرية بسبب جمالها.

ولدت هالة في مدينة درعا الجنوبية في 18 مارس 1930 لعائلة من جذور تركمانية، لذا أجادت التحدث باللغة التركية، بدايتها في مصر تمثلت في قيامها ببطولة فيلم «موعد مع المجهول»، ثم عادت إلى دمشق بسبب حنينها إلى وطنها الأم، وهي منتشية بهذا العمل، لكنها سرعان ما عادت إلى مصر سنة 1960 لتقدم فيلماً عن الوحدة المصرية السورية من بطولة وإخراج حسين صدقي تحت عنوان «وطني حبي».

في هذا الفيلم أدت هالة دور الصحافية السورية «قمر» التي تطارد رئيس البعثة العسكرية المصرية البكباشي أركان حرب وحيد عبدالكريم (حسين صدقي) من أجل إجراء حوار صحافي. وسرعان ما انفضت الوحدة السورية المصرية عام 1961 لتعود هالة إلى سوريا وتواصل من هناك مسيرتها الفنية، لم تعرف هالة السينما السورية إلا في عام 1965 .

حينما التقت مع دريد لحام، وقدما معاً فيلم «لقاء في تدمر»، ثم فيلم «المليونيرة» في العام التالي، وهما الفيلمان اللذان دخلت بهما عالم النجومية والشهرة في وطنها؛ ما أتاح لها خوض التجربة الدرامية بثبات في عام 1969 حينما شاركت في مسلسل «حمام الهنا» الكوميدي من بطولة دريد لحام ونهاد قلعي.

وفي عام 1975 عادت إلى مصر مع بعض الفنانين السوريين لتمثيل فيلم «الخاطئون» من إخراج سيف الدين شوكت وبطولة نيللي، حيث أدت فيه دور الراقصة الفاتنة «سلمى» زوجة العجوز البخيل «منصور» (عبداللطيف فتحي). وفي عام 1979 سجلت أهم حضور فني لها عندما لمعت في المسرحية الخالدة «كاسك يا وطن» من تأليف محمد الماغوط وإخراج دريد لحام.

لهالة العديد من الأفلام السينمائية غير المصرية مثل: سائق الشاحنة/‏‏1966، غزلان/‏‏1969، اللص الظريف/‏‏1970، وفيلمي «جسر الأشرار» و«الثعلب» سنة 1971، وفيلمي «مقلب من المكسيك» و«الزائرة» سنة 1972، وفيلمي «ذكرى ليلة حب» و«زوجتي من الهيبيز» سنة 1973، والحب المزيف/‏‏1980، والقادسية/‏‏1981، وبنت شرقية/‏‏1986، وسواقة التاكسي/‏‏1989.

أما في مجال الدراما التلفزيونية، فعلاوة على ما سبق ذكره، حققت توهجاً من خلال مشاركتها في أول أجزاء سلسلة «مرايا» مع ياسر العظمة. وبمرور الوقت وتقدم سنها وتواري جمالها ارتضت القيام بأدوار الأم في العديد من المسلسلات التلفزيونية.

كانت هالة تسكن في بيت أنيق في حي المزرعة بدمشق، لكنها أعطته لابنها برضاها، وانتقلت لتقطن في «دار السعادة» للمسنين بسبب حاجتها إلى رعاية ومتابعة صحية.

وقد أكدت في لقاء صحافي نشرناه في «البيان» أنها تتحمل وحدها نفقات إقامتها في دار المسنين ولا تستلف لتعيش، ولا توجد لديها مشكلة مادية، ولن ترضى أن ينفق أحد عليها قرشاً واحداً. وظلت على هذه الحال إلى أن رحلت عن دنيانا في 28 أبريل 2007، الذي يوافق غداً الجمعة.