كانت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام الماضية على موعد مع تطور سياسي مهم في مسيرتها التنموية والسياسية الرائدة في المنطقة والعالم، وتمثل ذلك في القرارات الرئاسية والتعيينات القيادية الجديدة التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهذا التطور السياسي المهم يستحق وقفة تأمل لما له من دلالات بالغة الأهمية للتجارب السياسية والتنموية الإماراتية.

ولعل أولى هذه الدلالات هي ما تعكسه من رسوخ للتقاليد السياسية الإماراتية التي تشكل ركيزة الاستقرار السياسي في دولة الإمارات، حيث شهدت البلاد مرحلة جديدة من التمكين والريادة، وسط حالة من التضامن السياسي الكامل، وهذه نعمة حبى بها الله تعالى دولتنا الغالية، وتؤكد كفاءة وتميز النظام السياسي الإماراتي، ولا سيما في ضوء ما تحقق، ولا يزال يتحقق، من إنجازات غير مسبوقة، تحركها رؤية القيادة السياسية الحكيمة، وتطلعها الدائم نحو المستقبل.

وتمهيد الطريق لمرحلة جديدة من التمكين والريادة من خلال التعيينات القيادية الجديدة التي تضع اللبنة الأساسية لبناء عهد جديد في مواصلة مسيرة التقدم والازدهار تعد تعزيزاً لمكتسباتنا الوطنية، واستمراراً للتجربة الرائدة في التنمية والحكم.

الدلالة الثانية، تتعلق بموجة الترحيب الواسعة التي قوبلت بها هذه القرارات والتعيينات القيادية على المستوى الداخلي من مختلف فئات الشعب الإماراتي، والتي تؤكد من جديد حالة التضامن السياسي الفريدة من نوعها بين القيادة السياسية والمواطنين، والتي ترسخت طوال نصف القرن الماضي بين قيادة سياسية تحرص دوماً على تلبية طموحات شعبها وسعادته، وشعب وفي لقيادته ملتف حولها يسعى في كل مناسبة إلى التعبير عن هذا الوفاء والولاء للقيادة عبر كل أشكال التعبير ومشاعر الامتنان. وهذا التضامن السياسي الداخلي الذي سبق أن عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمقولته العبقرية «البيت متوحد» يشكل أيضاً ركناً آخر من أركان رسوخ التقاليد السياسية الإماراتية، وركيزة تطور تجربتها التنموية وريادتها الإقليمية والعالمية.

الدلالة الثالثة، أن الثقة الغالية التي حظيت بها القيادات الجديدة، تمثل تتويجاً مستحقاً لهذه القيادات التي نعرفها نحن الإماراتيين حق المعرفة بعد مسيرة زاخرة من العطاء لخدمة هذا الوطن خلال العقود الماضية، فلكل منهم بصمته الواضحة ودوره المشهود في التطور الذي شهده ويشهده هذا الوطن الغالي في المجالات المختلفة، وبالتالي منحها مزيداً من الثقة لمواصلة وتعزيز جهودها لتحقيق الرؤية المستقبلية الطموحة التي تضعها قيادتنا الرشيدة لدولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، والتي تستهدف من خلالها أن تكون الإمارات هي الدولة رقم واحد عالمياً في جميع المؤشرات التنموية.

الدلالة الرابعة، هي ما تعكسه هذه التعيينات القيادية من حرص القيادة الرشيدة على تعزيز دور القيادات الشابة في مسيرة العمل الوطني، فتعيين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد في منصب ولاية العهد لإمارة أبوظبي يجسد هذه الرؤية، ويعزز الاستقرار طويل الأمد الذي يشكل الحافز الأهم لجهود التنمية والتطوير، ومن ثم تحقيق رؤية مئوية الإمارات 2071 الطموحة، وهي مرحلة تتطلب وجود قيادات شابة ذات رؤية واضحة ولديها خبرة وتجربة عمل غنية جداً.

وفي النهاية لا يسعنا إلى أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة، حفظها الله، وللقيادات الجديدة التي حظت بالثقة الغالية من صاحب السمو رئيس الدولة، متمنين لهذه القيادات كل التوفيق والنجاح في مواصلة وتعزيز مسيرة دولتنا الرائدة والمضي قدماً في خططها الطموحة نحو المستقبل المشرق الذي نثق فيه جميعاً تحت قيادتنا الرشيدة.

 

* كاتبة إماراتية