قبسات

تُـجَّارُ الـنِّـيَّـات في قراءة الْآيات الـبَـيِّـنَات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يقرأ المسلم القرآن ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة، ثم يجمع قصوداً دنيويةً أُخرى في نيته؛ فلا حرج عليه. كمن جمع إلى ذلك إرادة الشفاء، والعافية من الأمراض، أو زوال الكروب والهموم، وهداية القلب.. وغير ذلك من حسنات الدنيا!

ونحن إِذْ نعيش نفحات شهر القرآن، حَرِيٌّ بنا أَن نعرض بعض النيات الخاصَّة بتلاوة كتاب الله، والتي يمكن لك -أَيها القارئُ الكريم- أن تضعها أمامك وفي ذاكرتك وأنت تقرأ القرآن؛ نجملها لك كالآتي:
- اقْرأ القرآن؛ ليشفع لك يوم القيامة: يقول صلى الله عليه وسلم: (القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة).

اقْرأ القرآن؛ لِرَفْع درجاتك في الجنة: يقول صلى الله عليه وسلم: (يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤُها).

اقْرأ القرآن؛ بنية علاج أمراضك: قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).

اقْرأ القرآن؛ ليطمئن قلبُك: يقول الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

اقْرأ القرآن؛ بقصد العلم والتدبر: قال الله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً).

اقْرأ القرآن؛ بقصد زيادة الإيمان: قال الله عز وجل: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ).

اقْرأ القرآن؛ بقصد الحصول على رحمة الله: قال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).

اقْرأ القرآن؛ ليكون شاهداً لك، لا شاهداً عليك: قال تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً).

أَجَلْ، إنك أَيُّها القارئُ وأَنتَ في شهر القرآن يمكنك أن تُعَدِّدَ النيات -أيضاً- عند تلاوتك لكتاب الله، فمثلاً: تنوي حصول الأجر المضاعف، وطلب الهداية، ونور القلب، والثبات على الدين، وزيادة العلم والإيمان، والبركة، وجلاء الهم والغم، ومناجاة الله تعالى، والاستشفاء، ومصاحبة القرآن، وشفاعته، ورفعة المنزلة في الدنيا والآخرة، ونيل رحمة أرحم الراحمين.

إذاً؛ فلنتعامل مع القرآن الكريم بتجارة العلماء، فالنيات هي تجارتهم.. ومع إحسان النية تتحول كل الحياة إلى عبادة، مع أنها نفس الحياة، ونفس الأفعال، ولكنها النية التي تجعل صاحبها يدخل في مقصود قوله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).

Email