قبسات

ادعوني أستجب لكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدعاء عبادة عظيمة، وقُربة جليلة، لا يدعها إلا عاجز، ولا يغفل عنها إلا محروم، ولا ينكرها إلا مستكبر، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [سورة غافر:60]. وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ).

والدعاء باب واسع من أبواب القرب إلى الله، وهو أوسع ما يكون في رمضان، فإن الصائم ممن لا ترد دعوته إذا أخلص في صيامه ونصح في عبادته وصدق مع الله تعالى، ففي الحديث الشريف:

(ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم الإمامُ العادلُ والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ ودعوةُ المظلومِ..).

وفي الحديث الشريف: (إنَّ للصَّائمِ عند فِطْرِه لدَعْوةً ما تُرَدُّ). ولذلك ذكره الكريم سبحانه في ثنايا آيات الصيام في سورة البقرة، ودعا إليه عباده، ورغَّبهم فيه، ودلَّهم طريقه، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَستَجِيبُوا لي وَلْيُؤمِنُوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ﴾.

ولعل في ذلك ما يدل على أهمية الدعاء في رمضان؛ لأن الصائم يملؤه الرجاء أن يوفقه الله للقيام بحق الله في هذا الشهر على أتم الأوجه وأكملها؛ ولا سبيل له إلى ذلك إلا بالدعاء والافتقار إليه. وهو كذلك يكثِر في هذا الشهر من العبادات والقربات وهو يرغب أن يتقبلها الله منه؛ ولا سبيل إلى ذلك إلا بالدعاء والتضرع له.

ولما كان الدعاء شأنهُ عظيماً، وجب على المسلم أن يحرص على الأخذ بأسباب القبول وشروط الإجابة.. وهذه جملة من آداب الدعاء وأسباب الإجابة:

- إخلاص الدعاء لله تعالى والصدق فيه، مع اليقين في الإجابة، قال تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾.

- الكسب الحلال، وطيب المطعم والمشرب والملبس.

- تحري أوقات الإجابة، إذ هناك أوقات مخصوصة تكون الإجابة فيها أرجى من غيرها، ومن هذه الأوقات: الدعاء يوم عرفة، ودعاء الصائم عند فطره، والدعاء في الثلث الأخير من الليل، والدعاء دبر الصلوات المكتوبات، وغيرها.

- حمد الله وتمجيده والثناء عليه والصلاة والسلام على نبيه عليه الصلاة والسلام، فقد روي أن رسول الله سمع رجلاً يدعو في صلاتِه لم يُمَجُّدِ الله تعالى، ولم يُصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسولُ الله: (عجَّل هذا)، ثم دعاه فقال له أو لغيرِه: (إذا صلَّى أحدُكم، فليَبدَأْ بتمجيدِ ربِّه جلَّ وعزَّ، والثناءِ عليه، ثم يُصلِّي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بعدُ بما شاءَ).

- التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، وبفضله وسابق إحسانه، والتقرب إليه بصالح الأعمال.

- عدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وعدم استعجال الإجابة.

* واعظ أول /‏‏ إدارة التثقيف والتوجيه الديني في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

Email