مَنْ مِثْلُ أمّي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعجز القلم وهو يحاول أن يقترب من مناقب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي أجزل الله تعالى له العطاء من فضائل النفس وكرم الأخلاق، وحبّ الخير والاهتمام بالقيم الإنسانية الكبرى في هذه الحياة، وكم يشعر الإنسان بالفخر حين يضيء موقفاً هنا وموقفاً هناك من مواقف صاحب السمو الذي يمنح القلوب نوعاً فريداً من البهجة الممزوجة بالسكينة، فنحن نعيش في ظلال قائد مُلهِم دائم التفكير فيما يُسعد شعبه وما يخفف من أوجاع الإنسان، وما يرسّخ القيم والفضائل في الحياة الاجتماعية والإنسانية.

في ظلال واحدة من أرقى المناسبات الإنسانية هي اليوم العالمي للأمّ أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مبادرة «مَنْ مِثْلُ أمي؟» لتكريم كوكبة من الأمهات الإماراتيات اللواتي قدّمن تضحيات استثنائية في مسيرة الحياة، ويأتي هذا التكريم عرفاناً بالدور الأخلاقي العظيم للأمّ بشكل عام وللأمّ الإماراتية على وجه الخصوص، وقد عبّر صاحب السمو عن حفاوته القلبية الصادقة بهذه المبادرة حين كتب تدوينة بديعة المحتوى مرهفة الدلالة على ما يسكن في أعماق قلبه من مشاعر الحب والاحترام لقيمة الأمّ، حيث نشر على حسابه في تويتر وإنستغرام كلمة رائعة قال فيها: «الأمّ رحمة، الأمّ بركة، الأمّ جنة، الأمّ باب من أبواب السماء» حيث كرّر صاحب السمو كلمة «الأمّ» للدلالة على عمق إحساسه بقيمتها الروحية الفريدة وعمق التحامه بهذا المعنى الإنساني النبيل، واصفاً الأمّ بأروع الصفات المعنوية ابتداء من الرحمة مروراً بالبركة، واحتفاء بالجنة ثم الوصول إلى باب السماء من خلال البرّ بالأمّ التي هي أجمل عطايا الحياة وهباتها الغاليات.

ويتابع صاحب السمو كتابة هذه التدوينة المكتوبة بإحساس الشاعر الرقيق ليكشف عن قيام المبادرة بتكريم نخبة مختارة من الأمهات الإماراتيات ممن قدّمن تضحيات متميزة فيقول: «أمّهاتٌ إماراتيات أصحاب تضحيات استثنائية اخترناهن لتكريمهن في شهر رمضان أمام مجتمع الإمارات والعالم» فجاء هذا التكريم في شهر الخير والرحمة ترسيخاً لفضيلة هذا الشهر الكريم الذي يطيب فيه عمل الخير في جميع المسارات، فقبل أيام قليلة أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن وقف المليار وجبة كمشروع دائم لإغاثة الجياع والملهوفين، وها هو يعلن عن هذه المبادرة التي تنادي بأعلى صوت على أنّ الإمارات هي بلد الخير والوفاء، وهي الوطن الذي لا ينسى أبناءه وبناته، ويضيء لهم الطريق في اللحظة المناسبة وبكلّ نُبل وحُبٍّ وكبرياء، لكي يكون هذا التكريم أمام العالم كله وشعب الإمارات على وجه الخصوص تعميقاً لحسّ المسؤولية الاجتماعية، وترسيخاً لقيمة الأمان الاجتماعي، فالإمارات لا تحصل على المؤشرات العالمية في التقدم الحضاري دون بذل وإنفاق بل هي تنفق بسخاء على كلّ ما من شأنه أن يحقق الطمأنينة والسكينة والسعادة لهذا الوطن وأهله الطيبين، ليختم صاحب السمو هذه التدوينة الزاهية بالدعاء للجميع بالتوفيق في سعيهم الحثيث لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية في مجتمع الإمارات النابض بالحب والحياة.

لقد تمّ نشر هذه التدوينة مصحوبة بمجموعة من الصور لأمّهاتٍ واجهن صعوبات الحياة، وبذلن أقصى الجهد في سبيل الارتقاء بفضيلة الأمومة حين اخترن القيام على أطفالهن الأيتام، وصبرن وصابرن ورابطن على ثغر المسؤولية حتى جاءت لحظة التكريم السامية من لدن صاحب السمو الذي جعل عيونهن تذرف دموع الفرحة حين شاهدن هذا الموقف النبيل من لدن هذا القائد الفارس النبيل.

لكنّ أروع ما في هذه التدوينة الإنسانية النادرة هو عبارة «مَنْ مثل أمّي؟» التي هي امتياز شخصي لصاحب السمو الذي كرّرها مرات عديدة حين كتب ثلاث قصص عن والدته العظيمة سيدة دبي التي لا تجود بمثلها الأيام الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، رحمها الله، تلك السيدة الجليلة التي سكبت في قلبه أروع مناقب الفرسان وظلّ يحمل حبّها حتى هذه اللحظات ولم يجد أدنى حرج أن يذرف الدمع عليها حين تمرّ سيرتها العاطرة أمام ناظريه، فلم يكن غريباً أن يكتب عنها بإحساس قلّما يستطيعه رجلٌ منغمسٌ في السياسة وبناء الدولة لكن القلب الذي أحبّ الحياة تحت توجيهات وإشارات تلك الشيخة الجليلة لا يمكن إلا أن يكون فيّاضاً بالحب والوفاء لأعظم قيمة دينية وأخلاقية هي حبّ الأم والوفاء لها حتى الرمق الأخير.

سيدي صاحب السمو: تعجز الكلمات حين تريد توجيه الشكر لمقامك العالي، وحسبنا أن تظلّ نبراساً يضيء طريقنا ونستلهم منه أروع الدروس والقيم حين نرى منك هذه المناقب والمشاعر التي تليق بفارس ما عرف قلبه إلا الحب والنبل والوفاء، فالسلام على وجهك الطيب ومُحيّاك البشوش، دمت ضميراً نابضاً بالحب لهذا الوطن وأهله الذين أحبوك بصدق، وأغلَوْا مقامك السامي الرفيع.

Email