جسور الخير عطاء شعب لا ينضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تستلهم روح مؤسسها وبانيها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ذلك الفارس الذي تتجسد في صفاته أصدق المناقب العربية والشيم الإسلامية، والذي رسخ قيمة العطاء ومد يد العون للمحتاج في قلب كل إنسان يعيش على ثرى هذا الوطن الحبيب، قادة وحكومة وشعباً، فأصبح العطاء وإغاثة الملهوف جزءاً من ثقافة هذا الشعب النبيل وملمحاً أصيلاً من ملامح شخصيته الوطنية، يحدوهم إلى ذلك فرسان الوطن وقادته الشجعان الذين ورثوا مناقب القادة المؤسسين وفروسيتهم الأخلاقية ممن ضربوا أروع الأمثلة في كرم النفس، وشهامة العطاء، ونبل القلوب الطيبة الأصيلة.

في هذا السياق المتواصل من اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بهموم الشقيق والصديق قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بزيارة كريمة لمتابعة حملة «جسور الخير» لإغاثة المتضررين في سوريا وتركيا ممن عصفت بهم ظروف الزلزال المدمر الذي أصاب بلادهم، وترك آثاراً مدمّرة بفعل التداعيات المتواصلة لهذا الزلزال العنيف، وقد سجل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مشاعره الإنسانية الكبيرة تجاه هذا الحدث الذي انخرط فيه 2000 من أبناء هذا الوطن الطيب المعطاء.

وكتب كلمة جليلة على حسابه في إنستغرام تجسد هذا النبل الإماراتي الذي يتجلى في هذه الحملة الوطنية المباركة. حيث قال سموه: «خلال زيارتي اليوم لحملة جسور الخير لإغاثة المتضررين من زلزال سوريا وتركيا، جسور الخير التي تمدها الإمارات مع الشعوب في أوقات الشدّة هي جسور دائمة، جسور ترسّخ المحبة والتواصل والتعاضد، وترتقي بالأخوّة لمستويات نبيلة».

بهذه المشاعر المفعمة بالنبل يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة الثمينة التي تجسد الروح الوطنية أروع تجسيد، وتؤكد على تواصل المساعدة ومد يد العون للأشقاء، فمنذ وقوع الزلزال، ودولة الإمارات العربية المتحدة تقدم بأقصى طاقاتها المساعدات التي تخفف من آثار هذه النكبة الكبرى التي أصابت سوريا وتركيا، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يعود لتأكيد ذلك حين قام بشخصه الكريم بمتابعة هذه الحملة الوطنية الكبيرة، ونوّه بها على حسابه الشخصي مؤكّداً على عمق الإحساس بالمسؤولية الإنسانية تجاه الشعوب المنكوبة الموجوعة.

وأنّ هذه الجسور الموسومة بجسور الخير هي جسور دائمة وليست مؤقتة بل هي نابعة من صميم الروح الشهمة لهذا الوطن، وأن غايتها هي ترسيخ روح المحبة والتواصل والتعاضد بين الشعوب، والارتقاء بالأخوة إلى مستويات نبيلة تتجاوز المصالح الضيقة، والأهداف الآنية بل هي تعبير أصيل عن عمق الشعور بأوجاع الإنسان أينما كان، فإن الظروف الصعبة هي المحك الصحيح لاكتشاف نبل الإنسان ورحمته وشفقته، ومقدار حظه من الإنسانية الرفيعة، والإمارات بحمد الله هي بلد الخير والعطاء، وما توانت في يوم من الأيام عن إغاثة الملهوف، وتقديم يد العون للمحتاج في أي أرض وتحت أي سماء.

«شارك في حملة اليوم 2000 من المتطوعين من أطفال وطلاب مدارس وموظفين من القطاعين الحكومي والخاص ورجال أعمال ومثقفين وغيرهم»، ولأن الحملة تعبير عن الوجدان الشعبي النبيل فقد شارك فيها العدد الأكبر من شرائح المجتمع، وقد اختار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أن يذكر الأطفال في طليعة الفئات المشاركة للتأكيد على عمق رسوخ هذه القيمة في نفوس أبناء الوطن، وأنها ليست مجرد حملة للإغاثة يمكن أن تقوم بها أيّ جهة حكومية لكنها حملة وطنية يعبّر بها الشعب بجميع فئاته عن عمق انتمائه لقيم الخير والعطاء، وحين نتفحص بعين القلب هذا العدد الكبير.

وهذا التنوع البديع نشعر بالسعادة وهي تغمر القلب، فالبلاد تبقى بخير ما دامت محبة لعمل الخير، ونحن بحمد الله في هذا الوطن قد تعوّدنا هذه المناقب دون أدنى شعور بالضيق أو الحرج بل نشعر بالشكر لله تعالى على هذه النعم التي نستطيع معها تقديم يد العون للشقيق والصديق في شتى الظروف والأحوال.

«هدفهم واحد: إيصال رسالة خير لإخوتنا، والتعبير عن أهم قيمنا الإنسانية، لهم منا كل الشكر والتقدير». وبهذه العبارة العاطرة يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة الإنسانية الراقية ليؤكد على صفاء الرؤية، ونبل المقاصد وشرف الأهداف، فليس لهذه الجموع الغفيرة من هدف سوى هدف واحد هو إيصال رسالة خير للإخوة والأشقاء، وأن أبناء الإمارات هم عون لهم في الشدة والضيق، وأنهم لن ينسوهم في هذه الظروف التي تظهر فيها المعادن الأصيلة.

لأن ذلك ليس موقفاً طارئاً بل هو تعبير صادق وعميق الرسوخ عن القيم الإنسانية النبيلة التي تقوم عليها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بزوغ فجرها الساطع قبل أكثر من خمسين عاماً، وعبر مسيرتها التاريخية الزاهرة بكل معاني العطاء والبذل والإيثار، معبراً بهذه الكلمة الرصينة عن عميق شكره وصادق تقديره لهذه الجهود الوطنية الرفيعة التي تنضر وجه الوطن، وترفع منزلته بين الأمم، ليظل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو الضمير النابض بكل فضائل هذا الوطن الذي أحبه ونقش اسمه في صفحات المجد والسؤدد.

Email