يوم المرأة وعام الاستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، وهي مناسبة متجددة للاحتفاء بالنساء وإنجازاتهن حول العالم في مختلف المجالات. وأخذ هذا الاحتفاء بعداً مميزاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط بسبب تجربتها الرائدة عالمياً في مجال تمكين المرأة، والاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، والدولة بمختلف مؤسساتها، لتمكين بنت الإمارات وتعزيز دورها في مختلف مجالات العمل الوطني، وإنما أيضاً لأن هذه المناسبة جاءت في عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ومن ثم شكلت فرصة لإبراز جهود المرأة الإماراتية في تحقيق الاستدامة ومواكبة جهود الدولة في هذا المجال.

إن المتابع لمسيرة تمكين المرأة الإماراتية لا يكاد يستطيع حصر الإنجازات والنجاحات والمبادرات التي لا تتوقف لتعزيز دور المرأة الإماراتية وتأكيد الثقة في قدراتها وإمكاناتها، فقبل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بأيام قليلة أدت الوزيرتان، شما بنت سهيل المزروعي، ومريم بنت أحمد الحمادي، اليمين الدستورية، بعد تعديل وزاري رفع عدد وزيرات الإمارات إلى 10 وزيرات، لترفع المرأة الإماراتية نسبة مشاركتها في الحكومة إلى نحو (28 %)، وتواصل تصدّرها المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية. وقبل ذلك تم اختيار قيادتين نسائيتين ضمن الفريق الرئاسي لأهم مؤتمر عالمي عن المناخ «كوب 28» الذي ستستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر 2023، حيث جرى تكليف شما بنت سهيل المزروعي لتكون «رائدة المناخ للشباب في المؤتمر»، ورزان المبارك لتكون رائدة المناخ في المؤتمر.

وبالتوازي مع ذلك، تواصل وزيرة التغير المناخي والبيئة، مريم بنت محمد المهيري، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي.

وهذه الاختيارات تعكس إيمان القيادة الرشيدة المطلق بقدرة ابنة الإمارات على المشاركة في إنجاح أهم محفل دولي على الإطلاق في مجال المناخ والاستدامة، بعد أن تركت بصمتها في العديد من المشروعات الكبرى التي أقرتها قيادتنا الرشيدة نحو التنمية المستدامة ومواصلة مسيرة التفوق والريادة في المستقبل، مثل مشروع مسبار الأمل الذي وضع دولة الإمارات ضمن الدول القلائل التي وصلت للمريخ، والبرنامج النووي السلمي للدولة الذي بدأ في إنتاج الطاقة النظيفة، ومؤتمر إكسبو ودبي وغيرها الكثير من قصص النجاح التي سطرتها ابنة الإمارات.

وقد كان لافتاً في تصريحات المسؤولين والفعاليات التي تم تنظيمها بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة التأكيد الواضح على دورها في تعزيز الاستدامة وتحقيق أهداف المجتمع الدولي في مواجهة تغير المناخ من خلاله دورها المميز في الإعداد لقمة «كوب 28»، حيث أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، النصير الأول للمرأة والداعم الأكبر لها على الإطلاق، أن الإمارات تدرك أهمية إشراك المرأة كطرف فاعل ومؤثر في منظومة العمل الخاصة بالتغير المناخي عالمياً، وتحرص على إشراكها بفاعلية في دعم الجهود الوطنية لتعزيز حماية البيئة، والوصول إلى حلول مستدامة لمصلحة الأجيال القادمة.

وإذا كان المجال لا يتسع هنا للحديث عن الأدوار الملهمة التي تقوم بها النساء بشكل عام، والمرأة الإماراتية بشكل خاص في تحقيق الاستدامة وحماية البيئة، فإنني يمكن أن ألخص ذلك بكلمات معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، حيث قال: «المرأة الإماراتية هي رمز للاستدامة الحافظ للتراث وهي السفيرة لهذه القيم والمبادئ الأصيلة التي زرعها فينا الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كما أنها الداعم لأي تنمية على المستويات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية».

Email