«حكايات أهل الفن»

حكاية «عفريت الستات» و«شيبوب الفن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقب الفنان المصري الكوميدي سعيد أبو بكر بألقاب كثيرة منها «عفريت الستات»، بسبب شكله الخالي من الوسامة وبشرته الداكنة من جهة، وملاحقته للجميلات على بلاجات الإسكندرية من جهة أخرى. كما لقب بـ «شيبوب الفن والسينما» بعد أدائه دور «شيبوب» شقيق عنترة في فيلم «عنتر بن شداد» لنيازي مصطفى، وهو الدور الذي اتسعت معه شهرته خارج نطاق القطر المصري. وأطلق عليه الموسيقار محمد عبدالوهاب لقباً ساخراً هو «فاتن النساء»، ومثله فعل المخرج عزالدين ذو الفقار الذي لقبه بـ «جلاد القلوب». أما صديقته المقربة ليلى مراد فقد أطلقت عليه اسم «سفاح البلاجات».

هذا الفنان، الذي ولد في طنطا في 20 نوفمبر 1913 ونشأ ودرس بها، عانى كثيراً في حياته، وتنقل من مكان إلى آخر داخل مصر، إلى أن ابتسم له الحظ وصار من مشاهير نجوم السينما والمسرح في الخمسينات والستينات. فقد شاهده الممثل القدير مختار عثمان وهو يمثل على أحد مسارح طنطا، فأعجب بتمثيله وخفة دمه ووعده بإلحاقه بفرقة يوسف وهبي (فرقة رمسيس) بعد أن يحصل على شهادة البكالوريا الثانوية، فسافر إلى القاهرة لهذا الغرض، وأنهى البكالوريا بنجاح وضمه مختار عثمان بالفعل إلى فرقة رمسيس مقابل 3 جنيهات شهرياً، لكنه اضطر بسبب الحاجة إلى أن يترك عمله بالمسرح ويذهب إلى السويس في الثلاثينات للعمل بوظيفة محصل كهرباء براتب 6 جنيهات شهرياً، ثم تمت ترقيته إلى وظيفة مخزنجي ثلج (أمين مستودعات الثلج)، كما شغل وظيفة بأحد المجالس البلدية مسؤولاً عن حركة وتنقلات البغال.

أثناء إقامته وعمله بالسويس شكل مع مجموعة من الهواة فرقة مسرحية قدمت عدداً من المسرحيات كان أهمها مسرحية «البخيل» لموليير التي أخرجها بنفسه وقام ببطولتها، ولاقت نجاحاً جعله يشعر بالثقة في نفسه وقدراته الفنية. ولهذا استقال من عمله بعد فترة كي يعود إلى القاهرة ليصقل مواهبه الفنية أكاديمياً. وبالفعل كان من أوائل الملتحقين بـ«المعهد العالي للتمثيل» بمجرد نجاح زكي طليمات في إعادة افتتاحه عام 1945، بل كان ضمن دفعة المعهد الأولى من الخريجين سنة 1947 والتي ضمت العديد من نجوم السينما لاحقاً مثل فريد شوقي وشكري سرحان وعبدالمنعم إبراهيم وحمدي غيث وصلاح منصور وعمر الحريري وكمال حسين وغيرهم.

بعد ذلك شارك بأداء بعض الأدوار الثانوية والمساعدة في عدة مسرحيات هزلية وتراجيدية خلال الفترة من 1947 إلى 1950، ثم انضم إلى فرقة «المسرح الحديث» التي شارك معها بأدوار البطولة في عدة مسرحيات حتى عام 1953 وهو تاريخ دمج الفرقة مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى لتصبح «الفرقة المصرية الحديثة»، التي استمر فناننا يعمل بها ممثلاً ومخرجاً حتى سنة 1967م.

ومن المسرح انطلق نحو السينما التي دخلها أول مرة عام 1939 من خلال فيلم «يوم سعيد» لمحمد كريم، ثم مثل نحو 65 فيلماً، لكن السينما بخلت عليه بأدوار البطولة (عدا مرة يتيمة حينما قام ببطولة فيلم «السبع أفندي» للمخرج أحمد خورشيد أمام شادية سنة 1951). شكل حبسه في الأدوار الثانوية والمساعدة في السينما عقدة له. عقدته الثانية تمثلت في شكله وقامته وبشرته.

في عام 1958، ووسط دهشة الوسط الفني، قبلت الفنانة ماجدة التي كانت وقتذاك تلقب بـ«عذراء الشاشة» أن تقبل به زوجاً، وبالفعل تمت الخطبة ونشرت المجلات المصرية الخبر بالبنط العريض، لكن ماجدة غيرت بعد فترة قصيرة رأيها وطلبت فجأة فسخ الارتباط دون الإفصاح عن الأسباب، ما شكل صدمة لسعيد بعد أن ظن أن الحظ تبسم له أخيراً.

وكان سعيد قد واجه صدمة مماثلة من قبل، حينما تعلق عشق المطربة اللبنانية نجاح سلام.

 

Email