لا تعذِّب نفسك.. ادخل الموقع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد لا يتبادر إلى ذهنك وأنت تحضِّر لكتابة مقالك الأسبوعي، أن ثمة من يراقبك وأنت تقرأ كتاباً كنت انتهيت منه لكنك تريد النظر في الملاحظات التي وضعتها بالقلم الرصاص على أطراف صفحاته.. أو، وأنت تتنقّل بين المواقع الإلكترونية بحثاً عن معلومةٍ بعينها، أو أخبار حديثة يمكن الاستفادة منها في إثراء موضوعك. لكن هذا حدث معي. فقد أرسل لي شخص قريب رابطاً لموقع إلكترونيّ، وأنا في تلك الحالة، مرفقاً به عبارة تقول: لماذا تعذّب نفسك؟ ادخل هذا الموقع واطلب منه كتابة ما تريد. 

هل هذا معقول!. سألت نفسي. 

وبالتعاون مع الصديق الراسل للموقع المتخصص بالذكاء الاصطناعي، وبنيّة التأكد من أن الأمر حقيقة. طلبنا من الموقع أن يكتب مقالاً عن الذات، ما هي؟ وإذ به في أقل من 20 ثانية يكتب حرفياً التالي، ومن دون أي تدخل بغرض التصحيح أو التدقيق اللغوي: (الذات هي المجموعة العامة من المعارف والعقول والأحاسيس التي يتعرف عليها كل شخص عن نفسه. يتم تعريف الذات عن طريق العلاقة التي يحددها الشخص بنفسه، وعن طريق العلاقة التي يرتبط بها الشخص مع العالم الخارجي. في الحقيقة، يعتبر الذات مجموعة متجددة من الأحاسيس والعقل التي يتغير مع العمر والخبرة. ويمكن أن يؤثر العديد من العوامل، مثل العائلة والأصدقاء والأفكار والعلاقات الاجتماعية، على الذات. ولكن الذات ليست فقط مجموعة من المعارف والعقل، بل هي أيضاً المصدر الرئيسي للتوجهات النفسية والعاطفية والأهداف والمجالات المهمة للشخص. ويعتبر التعريف الذاتي هو التعريف الذي يحدده الشخص لنفسه في العلاقة مع العالم الخارجي. في العالم العربي، يعتبر التعريف الذاتي هو التعريف الذي يحدده الشخص لنفسه في العلاقة مع العالم الخارجي، وهو ما يعتبر من المهم عند العديد من الشباب والكبار. ويعتبر التعريف الذاتي هو التعريف الذي يحدده الشخص). إذاً، فالموضوع جدٌ وليس هزلاً. 

كما أسرَّ لي الصديق الذي له باع في التقنية الحديثة، وقد كان قصده من وراء إرساله الرابط لي، الرأفة وتوفير الجهد. قال إن بإمكانك أن تطلب من الموقع أية رسمة ترغب فيها، فهو رسّام. يحتاج فقط أن توفّر له تفسيراً للصورة وطبيعة الحالة والمكان قدر الإمكان. وبالفعل طلبنا منه رسمة ما فقام برسمها وجاءت حسب ما تخيلنا وبوقت قياسي. 

والله العالِم أن كثيرين، بعد الكشف عن الموقع، سوف يستخدمونه، لتشهد ساحة الكتابة بعد قليل من الزمن، ازدحاماً لا مثيل له في التاريخ البشري المعاصر. ترى، إلى أين وصلت البشرية علمياً في مغامرة العقل؟ وهل لإنجازات كهذه أية مخاطر في المستقبل لم يتنبّه لها أهل العلم؟

لكن قبل الإجابة عن سؤالنا، يجدر التعريف بما يرمز إليه الذكاء الاصطناعي. إنه أحد التمظهرات التي جاءت بها الثورة الصناعية الرابعة التي يرمز إليها بالإنجليزية (4IR)، وهو المصطلح الذي انطلق بداية من ألمانيا عام 2011، وشاع تداوله. ويمثلها إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء وغيرها. إن الثورة الاصطناعية الرابعة مسبوقة في تاريخ التطور العلمي بثورات ثلاث شكلت الأساس لها وقاعدة الانطلاق؛ فالثورة الصناعية الأولى بدأت في القرن 18 بالمحرك البخاري (النقل البحري) والنسيج والسكك الحديدية. والثورة الثانية بدأت في القرن 19حتى القرن 20  - ما قبل الحرب العالمية الأولى تحديداً - وتمظهرت بنمو وتطوير الصناعات التي أسستها الثورة الأولى، واختُرع فيها محرك الاحتراق المعتمد على الطاقة الحرارية والكهربائية. أما الثورة الثالثة فكانت في ثمانينيات القرن 20 حتى نهاية القرن 21 (2010 تحديداً). من تمظهراتها التقنية الرقمية والحاسب الشخصي والاتصالات والانترنت. 

الإجابة عن سؤالنا حول المخاطر، لشدة تخصصه، يخشى المرء الاجتهاد فيه من عندياته، بل يفضل أن تؤخذ الإجابة ممن يتوافر على العلم والثقة والجرأة، وخير من يمثل هذا الثالوث هو عالم الفيزياء الشهير ستيفن وليام هوكينغ الذي قال قبل رحيله عام 2018: (إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أسوأ شيء يحدث للبشرية من أي وقت مضى). وتوقع وهو الأستاذ بجامعة كامبريدج، أن الروبوتات يمكن أن تتطور لدرجة أنها ستصبح (أسلحة قوية مستقلة) أو طريقة جديدة لـ(قمع الكثيرين). وهذه النبوءة المخيفة قدمها هوكينغ خلال حفل افتتاح مركز (Leverhulme) لمستقبل الذكاء الذي تم إنشاؤه لمراقبة الآثار المترتبة على التطور السريع للذكاء الاصطناعي. وأضاف فيها قائلاً: (أعتقد أنه لا يوجد فرق كبير بين ما يمكن تحقيقه عن طريق العقل البيولوجي وما يمكن تحقيقه عبر جهاز الكمبيوتر). وهذه الفرضية تعني من الناحية النظرية أن الكمبيوتر يحاكي الذكاء البشري. وحذر هوكينغ من الذكاء الاصطناعي، حيث (يمكن أن يطور إرادة خاصة به وهذه الإرادة يمكن أن تتعارض مع مصالحنا.. فالتطور القوي للذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون إما أفضل أو أسوأ شيء يحدث للإنسانية على الإطلاق). وبناء على هذه النبوءة: حذرت لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس العموم البريطاني، الحكومة من عدم استعدادها للتعامل مع الروبوتات التي ستغير بشكل جذري حياة الناس، كما حذر نواب البرلمان من عدم وجود استراتيجية للتعامل مع التكنولوجيات الجديدة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي.   

اللهم إنّا نسألك ذكاء طبيعياً والزيادة فيه.

Email