الإمارات.. آفاق واعدة خلال العام 2023

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قرب انقضاء العام 2022 والاتجاه للاحتفال بقدوم عام جديد تبدو الحاجة مهمة لوقفة سريعة حول ما تم بالفعل إنجازه خلال العام الماضي واستكشاف الآفاق الواعدة أو التحديات المحتملة في العام الجديد. وهذا الأمر في غاية الأهمية في حالة دولة الإمارات العربية المتحدة التي لا تتعامل مع الأعوام والوقت على أنها مجرد أرقام، وإنما باعتبارها محطات مهمة في مسيرة التنمية والتطوير المتسارعة التي تشهدها والرؤية المستقبلية الطموحة التي تنشدها لمواطنيها.

ضمن هذا السياق، كان العام 2022 مليئاً بالإنجازات والنجاحات التي أضافتها دولتنا الحبيبة إلى سجلها في المجالات المختلفة، وذلك بالرغم من التحديات الكبيرة التي شهدها العالم كله جراء استمرار تداعيات جائحة كوفيد 19 والنتائج التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا، ولاسيما ما يتعلق بسلاسل الإمداد العالمية وارتفاع معدلات التضخم واضطراب الأسواق العالمية، وهو أمر يؤكد ويبرهن على مرونة صانع القرار الوطني وقدرة قيادتنا الرشيدة على متابعة طموحاتها الكبيرة بصرف النظر عما يحدث من تحديات ومخاطر، لأنها قيادة لا تعرف المستحيل ولا تؤمن بوجود قيود تعوق متابعة مسيرتها الريادية.

وإذا كان من الصعب حصر الإنجازات التي تحققت خلال العام 2022 في بضعة أسطر في هذا المقال، فإن الواضح والأكيد أن هذه الإنجازات شملت المجالات جميعها، وأكدتها المكانة المتقدمة التي حققتها الدولة في مختلف المؤشرات الدولية، حيث صنفت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في تقرير الأداء الصناعي التنافسي لعام 2022، كما حلت في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022 حسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال، وتصدرت للعام السادس على التوالي، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022، والذي صنف الدولة في المرتبة الثانية عشرة عالمياً، وحلت في المرتبة الأولى عربياً والـ19 عالمياً وفق تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي للعام 2022 الصادر عن الأونكتاد.

كما عززت الدولة من شراكاتها الدولية المختلفة من خلال توقيع مزيد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع كل من الهند وإسرائيل، وبناء شراكة صناعية تكاملية مع مصر والأردن، وشراكة استراتيجية في مجال مكافحة التغيرات المناخية مع الولايات المتحدة، وغير ذلك من شراكات أبرمتها بهدف المساهمة في تحقيق الأهداف الاقتصادية للدولة وتعزيز مكانتها باعتبارها بوابة رئيسية لتدفق التجارة والخدمات اللوجستية.

ولم يقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي، بل نجحت الدولة في تعزيز عناصر قوتها الناعمة، حيث جاءت في المرتبة العاشرة عالمياً والأولى إقليمياً في قوة التأثير، وفق مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2022 لتعزز مكانتها واحدة من أكبر دول المنطقة والعالم، من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.

هذه الإنجازات التي حققتها الدولة في هذه الظروف العالمية الصعبة تعزز بالتأكيد التفاؤل بقدرتها على مواصلة وتعزيز مسيرتها التنموية والريادية خلال العام 2023، ولاسيما في ظل إرادة التصميم التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة وإصرارها على تحقيق الأهداف الطموحة في وثيقة الخمسين، وفي ظل الاستثمار الإماراتي المكثف في المجالات الاقتصادية المحفزة للنمو الاقتصادي بما في ذلك مجالات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتقدمة.

ومن هنا، فنحن على ثقة بأن تعزز دولة الإمارات ريادتها الإقليمية والعالمية في المجالات التنموية المختلفة خلال العام 2023، وقطع خطوات أوسع في طريق تحقيق هدفها الطموح بأن تكون الدولة الأفضل في العالم على الإطلاق.

كما ستكون الإمارات على موعد مع حدث هو الأهم عالمياً خلال العام 2023، عندما تستضيف أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين «كوب 28» في إكسبو دبي.

وتستعد دولة الإمارات منذ الآن من أجل أن تكون هذه الدورة هي الأهم والأبرز ضمن الجهود الأممية لمواجهة ظاهرة التغير المناخي العالمي.. فلنستعد إذن من الآن لعام آخر مليء بالإنجازات والنجاحات في عمر دولتنا الحبيبة، برعاية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة حفظها الله.

 

Email