المستكشف راشد وطموح الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أضافت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس إنجازاً جديداً لسجلها الحافل بالإنجازات وذلك بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق المستكشف راشد لاستكشاف القمر في مهمة هي الأولى من نوعها عربياً والرابعة عالمياً التي تهبط على سطح القمر، في حال تكللت المهمة بالنجاح وفق ما أعلن سموه.

ويؤكد هذا الإنجاز الجديد إصرار دولة الإمارات على مواصلة مشروعها الريادي الطموح لاستكشاف الفضاء وتسخير إمكاناته لخدمة البشرية كلها وليس فقط المشروعات التنموية الطموحة للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة، حيث سيقوم المستكشف راشد بمجرد هبوطه على سطح القمر، بدراسة خصائص تربة وصخور وجيولوجيا القمر، وكذلك حركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي، كما ستركز مهمة المستكشف الفضائي الإماراتي راشد في منطقة جديدة على سطح القمر لم يسبق استكشافها من قبل أي من المركبات الفضائية، أو حتى المهمات المأهولة السابقة، وهو ما يعني أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر سيضيف المزيد من المعرفة للبشرية حول القمر، ويسهم بالتالي في تطور حركة الكشوف العلمية العالمية في هذا المجال، ومن ثم فإن نتائج هذه المهمة ستكون موضع ترقب من قبل جميع القوى المعنية باستكشاف القمر ومعرفة المزيد عنه.

لقد كانت متابعة لحظة إطلاق المستكشف راشد من متن مركبة الهبوط اليابانية «هاكوتو- آر»، وصاروخ الإطلاق «سبيس إكس فالكون تسعة»، لحظة مليئة بالفخر لكل إماراتي وعربي وهو يرى تحول الطموح إلى حقيقة.. وما أكثر هذه اللحظات التي عودتنا فيها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على الشعور بالفخر بالإنجازات النوعية التي تسطرها من دون توقف. وفي مجال غزو الفضاء واستكشافه تحديداً، لا خلاف على أن دولة الإمارات تقود المنطقة العربية في هذا المجال، وأصبحت تقارع أقوى دول العالم، لتثبت أنه لا مستحيل على أبناء الإمارات ولا سقف لطموحاتهم وتطلعاتهم كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله.

هذا المشروع الإماراتي الطموح لاستكشاف القمر عبر المستكشف راشد هو جزء مكمل وأصيل من برنامج الفضاء الإماراتي الطموح والذي قطع خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة، بداية من إنشاء المؤسسات التي تتولى إدارة وتنفيذ ومتابعة هذا المشروع الطموح نحو استكشاف الفضاء، وعلى رأسها وكالة الإمارات للفضاء التي تأسست عام 2014، ومركز محمد بن راشد للفضاء عام 2015، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء في عام 2019، والإعلان عن العديد من المبادرات المهمة ذات الصلة مثل مبادرة إنشاء «مدينة المريخ العلمية» لمحاكاة الحياة على كوكب المريخ، وإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر 2019، قبل أن تتوج الإمارات كل جهودها في هذا المجال بإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ لتكون أول دولة عربية، وواحدة من بين دول قليلة في العالم كله، تحقق هذا الإنجاز.

كما أعلنت الدولة مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

كل هذه الإنجازات والخطوات تؤكد حقيقة واحدة أصبحت واضحة للجميع اليوم وهي أن دولة الإمارات ماضية بقوة في مواصلة خطواتها الطموحة نحو المستقبل، والمشاركة بفاعلية في مسيرة تطور البشرية كلها، وقبل ذلك ضمان رفاهية وسعادة وتقدم شعب الإمارات في المستقبل البعيد.

Email