ليبيا..جرعة تفاؤل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجهود والمساعي السلمية للتوصل إلى تسوية سياسية هو العنوان الأبرز في ليبيا، انطلاقاً من إدراك أن المرحلة الراهنة تتطلب تماسك المجتمع.

حيث إن اعتماد الحوار كنهج لإدارة الأزمة بين مختلف الفرقاء الليبيين، أعطى نظرة تفاؤلية لمستقبل أفضل، لكن من الضروري عدم تضييع هذا الزخم لتجاوز الخلافات، وعدم تبديد الفرصة المتاحة حالياً لاستكمال الخطوات اللازمة لإقرار الاتفاق السياسي الذي سيأتي حوصلة لمسارات الحوار.

ولا شك أن هذه الحوارات لا يمكن أن يكون لها معنى ما لم يكن هدفها الأساسي الأكبر هو استعادة وحدة وقوة كل مؤسسات الدولة الليبية، علماً أن كل الصيغ التي جربت في السابق باءت بالفشل، ولم تسفر إلا خللاً وأزمات في الحياة الداخلية نتيجة ترسيخ العقيدة السياسية والدينية على العقيدة الوطنية.

وقد حان الوقت للالتزام بالقاعدة الدستورية كمرجعية أصيلة وتأسيسية دونما النظر في بدائل لمصالح فردية أو جماعات، ومن الضروري تجسيد مبادرة واحدة فقد أثبتت التجارب بأن كثرة المبادرات تخلق المشاكل أكثر من جلب الحلول.

وغني عن القول إن الحوار بوابة حقيقية لإعادة بناء الدولة، مع اختيار القادة على أساس كفاءتهم وليس هويتهم. والابتعاد عن الشروط التعجيزية التي تحول وأي توافق، فهم قادرون على صياغة الحلول المناسبة على الأقل للأزمة المؤسساتية.

والتي ولدت أزمات أخرى والابتعاد عن الإملاءات الخارجية التي أعاقت الحل السياسي في السابق وحالت دون تحقيقها، ويمثّل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرّة ونزيهة وجامعة تتسم بالمصداقية السبيل الوحيد الكفيل بإرساء الاستقرار في البلاد وتلبية التطلعات الجمّة التي ينشدها الشعب الليبي، فأي تأخير في التوصل إلى حل للأزمة، من شأنه أن يفسح المجال أمام مزيد من التصعيد وانتشار العنف والإرهاب واتساع الصراعات.

لذلك يجب أن تسهم جهودنا الجماعية في التغلّب على هذه الصعاب وفي إضفاء الزخم السياسي الضروري لتنفيذ الالتزامات التي تعهّد بها الليبيون بأنفسهم من خلال تنظيم الاستحقاق الانتخابي في أقرب الآجال.

Email