أكثر من اقتراع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تظهر النتائج الأولية للانتخابات النصفية فوزاً مرتقباً للجمهوريين لكن مقابل تضاؤل آمالهم بـ«مد» في الكونغرس الأمريكي، حيث باتت احتمالات تحقيقهم فوزاً كاسحاً ضئيلة، علماً أن نتائجهم وما تحدثه من تغييرات في تشكيلة البرلمان النهائية سترسم بشكل كبير ملامح العامين المتبقيين في فترة الولاية الأولى للرئيس جو بايدن.

السيطرة على الكونغرس بمجلسيه هي عنق الزجاجة بالنسبة للديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، حيث أمضى بايدن اللحظات الأخيرة من الحملة الانتخابية يحذر من المخاطر التي ستواجهها الولايات المتحدة لو فاز الحزب الجمهوري بالسيطرة الكاملة على الكونغرس، إذ يأتي هذا الاقتراع في وقت يعاني فيه الرئيس والديمقراطيون من مأزق حساس، سياسياً واقتصادياً، فعلى المستوى الاقتصادي، وهو الأكثر أهمية للناخب، هناك ارتفاع أسعار النفط والوقود وزيادة معدلات البطالة والتضخم، جراء الحرب الدائرة في أوكرانيا، إضافة إلى موجة الاستياء من خطة الإصلاحات الواسعة التي تبناها بايدن منذ بداية ولايته.

لا شك أنه على مر التاريخ، لم تحمل الانتخابات النصفية أنباء طيبة للحزب السياسي الذي يسيطر على البيت الأبيض، لم يتمكن حزب الرئيس إلا نادراً من الإفلات من هذا التصويت، فقد تذوق الجمهوريون الخسارة بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش عام 2006، كما تعرض الديمقراطيون في عهد الرئيس باراك أوباما لـ«نكسة» عام 2010. وتعد هذه الانتخابات النصفية أكثر من مجرد إعادة توزيع لمقاعد الكونغرس بالنسبة للرئيس الأمريكي، بل أقرب إلى استفتاء على شاغل البيت الأبيض، حيث إن خسارتها تعني الهبوط بأسهم الديمقراطيين، وفتح مواجهات وتحقيقات وسياسات حافة الهاوية على غرار ما حدث لحزب ترامب بعد خسارته الأخيرة للانتخابات، إذ إن من يسيطرعلى الكونغرس سيهيمن على صناعة القرار ومسار تمرير القوانين في الولايات المتحدة، وحسب استطلاعات الرأي، فالجمهوريون لديهم فرص كبيرة لتولي مجلس النواب، فيما المستطلعون أكثر حيرة بشأن مصير مجلس الشيوخ الذي غالباً ما يحدد السياسات بطرق عدة، فهو المكان الذي تخرج فيه القوانين إلى الضوء أو ينتهي أمرها تماماً.

Email