بلدان الخليج الأنظف مناخاً والأفضل للعيش

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرٌ من الناس في العالم لا يصدق حتى الآن، بأن الحرائق والفيضانات والأمطار الغزيرة - الهاطلة في غير مواسمها - والثلوج التي تساقطت على مناطق في الكوكب، لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها كله، كمنطقة الجزيرة والخليج العربية، وإلى حد ما فلسطين ومصر؛ فهاتان الدولتان لا تشهدان سقوطاً للثلوج خلال الشتاء إلا لماماً، على الرغم من قربهما من دول عربية أخرى معروفة بشتاءاتها الباردة والمُثلِجة، والتي غالباً ما تخلف وراءها ارتباكات وبعض المخاطر.

 نعم، لا يزال هنالك من البشر من هو بين مصدق ومكذب بأن (ثورات) المناخ التي تضرب في أكثر من شكل وفي غير مطرح من العالم، أسبابها كثيرة ومتعدّدة لعل أهمها تلك الانبعاثات للغازات التي أطلقوا عليها (الغازات الدفيئة)، وقد ثبت عبر الرصد والمراقبة العلمية أنها من فعل الإنسان وصنعه؛ فعند وصول هذه الغازات إلى الغلاف الجوي لا تلبث أن تعود إلى الأرض لترفع حرارة الهواء، وتسخّن جو الأرض، وتولّد ما اصطلح على تسميته بظاهرة الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي. 

بكلمة أوضح وأبسط، إن لهذه الغازات المنبعثة من الكوكب - والتي تقفل عائدة إليه - أثراً سلبياً بالغ الخطورة ليس على جو الأرض فحسب، بل لها تأثيرها الضار على استمرار الأحياء في الكواكب من بشر وحيوان ونبات في البحار وعلى اليابسة على نحو طبيعي مستدام، لأن تلك الغازات تعيق الأشعة الشمسية المنعكسة من سطح الأرض ذاهبة إلى الفضاء الخارجي، لتبقى حبيسة الغلاف الجوي، بمعنى أنها تبقى فوق رؤوسنا وحولنا. 

يبدو أن الفكرة أصبحت أكثر وضوحاً اليوم للإنسان العادي في المنطقة، وهو البعيد عن القراءات العلمية لمثل هذه الظواهر - غير الطبيعية - التي تشكل خطورة على حياته من دون علمه وفهمه لها فهماً يجعله أكثر تنبهاً وحيطة وتصرفاً.

إن الخطورة التي تمثلها ظاهرة الاحتباس الحراري، تطال 3 مجالات وهي المناخ والبيئة والصحة. لكن الحمد لله أن نسبة الكربون في النفوط المستخرجة في دولة الإمارات تحديداً، تكاد تكون صفرية، والنسبة ذاتها قد تكون في قلة من بلدان المنطقة التي تعد هي الأقل عالمياً بنسبة الإضرار بالمناخ؛ فمع عدم وجود مصانع ضخمة في منطقة الخليج كالتي في الدول الصناعية الكبرى في أوروبا وأمريكا والصين وغيرها، تكون المنطقة هي الأنظف ولله الحمد والأفضل تأهيلاً للحياة والعيش الآدمي فيها، يشاركها في هذه النعمة قلة من بقية البلدان.

مقطع القول: إن هنالك مطلباً إنسانياً مشروعاً، طُرح من قبل في مؤتمرات المناخ السابقة، وطرح أثناء انعقاد مؤتمر المناخ الذي تستضيفه الآن جمهورية مصر العربية في منطقة شرم الشيخ، وسيظل هذا المطلب قائماً ومستمراً في العالم، وهو يتمثل بأن على الدول الصناعية الكبرى التي تعد الأولى في الإضرار بالمناخ والبيئة والصحة، الاعتراف بما تسببت به من أضرار للمناخ وعلى نحو يومي، ثم عليها تقبل مبدأ تعويض شعوب الدول الفقيرة في البلدان المتضررة من تلوث المناخ والبيئة، وعليها الالتزام بما انبثق من مؤتمر المناخ في العاصمة الفرنسية باريس من توصيات ملزمة، والتي أكد عليها وأضاف إليها مؤتمر شرم الشيخ بمصر، وأن تفي هذه الدول الصناعية الكبرى بما تعهدت به.

* إعلامي وكاتب صحافي

Email