حوار الأديان والتعايش المشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثل ملتقى البحرين للحوار بين الأديان، الذي يحمل عنوان «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» خطوة جديدة في مسار العمل الديني المشترك، حيث تجتمع الأديان المتنوعة، لتجسد اتفاقها في القيم الكونية، قيم السلام والتضامن والعدالة، وتبحث عن سبل تطبيق ذلك، من خلال المبادرات العملية، فقد أدرك العالم أنه لا خيار له سوى خيار التفاهم والتعاون والسلام، ورفع قيم التسامح والأخوة الإنسانية، بهدف الوصول لعالم أكثر أمناً وسلاماً.

ولا شك في أن الجميع بات مؤمناً بأن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان، من خلال التعاون مع أخيه الإنسان لبناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات، الأمر الذي يحتم علينا توحيد الجهود ضمن منظومة القيم المشتركة، التي تجمع عليها الأديان، بهدف تعزيز جسور السلام والمحبة والتعاون المشترك، وحان الوقت لاتخاذ استراتيجيات وأساليب جديدة على المستوى العالمي، من أجل تجسيد ثقافة احترام الآخر، وتشجيع الحوار وحماية المعتقدات والدفاع عن العدالة، فالحوار يعكس الرغبة في السعي لإيجاد صيغة توافقية.

وغني عن القول: إن الحوار ضرورة موضوعية لا سيما في الوقت الراهن، حيث إن عالمنا شهد أخيراً تزايداً في التمييز والتطرف والعنف والإرهاب، والتعصب الديني الذي يقود إلى الصراعات والنزاعات والحروب، إذ إنه بالرغم مما أحدثته العولمة وشبكات التواصل من تقارب وانفتاح وتواصل بين الحضارات، برزت ميادين خطيرة تستغل الدين والسياسة لنشر التطرف والكراهية، لذلك فقد حان الوقت لإعادة اكتشاف المنابع الأخلاقية للعيش المشترك، ومعالجة ما عجزت عنه الحلول الأمنية والسياسية، والوقاية من آفات التعصب والتطرف وترسيخ الرؤية للدين كجزء من الحل وليس سبباً للمشكلة، التي تواجهها المجتمعات اليوم بتجسيد وثيقة الأخوة الإنسانية، وبالتالي فإن هذه الديانات إذا ما تفاعلت وتعاونت في ما بينها فإن هذا التعاون سيثمر الكثير من الإنجازات، التي ستستفيد منها الإنسانية.

 

Email