العرب والسيناريوهات الثلاثة لانتخابات الكونغرس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسود حالة من عدم «اليقين السياسي» في المشهد الأمريكي مع الاقتراب من انتخابات التجديد النصفي لمجلسي النواب والشيوخ في ظل تمسك الديمقراطيين بالأمل للحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة في الكونغرس.

بينما يؤكد أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب أن 8 نوفمبر المقبل سوف يشهد «تسونامي جمهورياً» باستعادة السيطرة الكاملة على مجلسي النواب والشيوخ، وكلها سيناريوهات سوف يكون لها انعكاسات ليس فقط على الوضع الداخلي في الولايات المتحدة بل على العالم أجمع بما فيه الشرق الأوسط، فما السيناريوهات التي يمكن أن تتمخض عنها الانتخابات النصفية الأمريكية؟ وهل يمكن أن تؤثر نتائج نوفمبر المقبل في معادلة الدخول للبيت الأبيض في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024؟

المفاجأة

يقوم هذا السيناريو على تحقيق الديمقراطيين للمفاجأة، واستمرار أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ، وسوف يدفع هذا السيناريو الولايات المتحدة لمزيد من الانخراط في الأحداث الدولية مثل الحرب الروسية الأوكرانية، ومواصلة التنافس مع الصين، وتقوية التحالفات القديمة مثل حلف ناتو أو التحالفات الجديدة مثل «أوكوس»، و«كواد».

وفي الشرق الأوسط قد يسعى الديمقراطيون إلى الوصول لاتفاق جديد مع إيران بشأن الملف النووي، كما أن الانخراط الأمريكي في محاربة الإرهاب والجماعات التكفيرية سوف يتراجع كثيراً، فمن يقرأ استراتيجية الرئيس بايدن للأمن القومي يرَ أنها لا تهتم كثيراً بمحاربة الإرهاب، ويركز حصرياً على روسيا والصين.

وحال نجاح الديمقراطيين سوف يواصل البيت الأبيض رفع شعار «من ليس معنا فهو ضدنا» في النظر لمواقف الدول العربية حتى في الجوانب والقضايا غير السياسية، فالإدارة الحالية تعتقد أن من ليس معها فهو مع روسيا والصين وفي هذا السيناريو أيضاً قد يترشح الرئيس جو بايدن من جديد لانتخابات 2024.

«بطة عرجاء»

ويتمثل هذا السيناريو بهزيمة ساحقة للديمقراطيين، وهو ما يجعل الرئيس بايدن في العامين المقبلين «بطة عرجاء»، وتتوقف كل القضايا المرفوعة ضد ترامب، وقد نشهد مطالبات بعزل بايدن على خلفية «الانسحاب الفوضوي» من أفغانستان، أو بسبب القضايا التي تلاحق ابنه هانتر.

كما أن فوز الجمهوريين قد يبطئ وتيرة الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، بل يمكن أن يقود لوقف هذه الحرب، وبدء مفاوضات بين واشنطن وموسكو، ولو جاء فوز الجمهوريين عبر الأعضاء الذين يدعمهم ترامب ربما تتوقف الحرب قبل نهاية الشتاء، وخير شاهد على ذلك حديث زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي قال «لا يمكن أن نمنح أوكرانيا شيكاً على بياض إذا فاز الجمهوريون في انتخابات الكونغرس».

ووفق هذا السيناريو لا يمكن أن تعود الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران من جديد، بل قد نشهد عودة لأنواع جديدة من العقوبات وفق رؤية الجمهوريين التي تقوم على تشديد العقوبات على طهران كما أن العلاقات العربية الأمريكية قد تعود إلى الزخم والقوة ذاتهما اللتين كانتا في عهد ترامب الذي قام بأول رحلة خارجية له للشرق الأوسط. ووفق هذا السيناريو قد يبحث الديمقراطيون عن مرشح رئاسي جديد، بينما يزداد تمسك الجمهوريين بترامب.

ترحيل كل شيء

ويعتمد السيناريو الثالث على استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ بينما يستعيد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب فقط، وهنا سوف يستهلك الحزبان العامين المقبلين في الاستعداد لانتخابات 2024، كما سيتم ترحيل كل القضايا الجوهرية إلى الجولة المقبلة بعد عامين، وفي هذا السيناريو قد يتراجع الإصرار الأمريكي عن إنزال هزيمة ساحقة بروسيا.

ولكن وتيرة التنافس مع الصين سوف تستمر، كما أن علاقة واشنطن بالمنطقة العربية سوف تكون في حدودها الدنيا في ظل «النظرة القصيرة» الحالية للشرق الأوسط والمنطقة العربية، ووفق هذا السيناريو قد يترشح كل من ترامب وبايدن لانتخابات 2024.

 
Email