العراق وتصحيح المسار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بغض النظر عن تباين مواقف المتفائلين والمتشائمين تجاه تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة، إلا أن التوافق على ولادة هذه الحكومة في هذا الظرف العصيب يعد إنجازاً كبيراً، لعل أبرزها أن الكتل السياسية الفاعلة، ورغم ما يحصل بينها من شد وجذب إلا أنها متفقة، بل ومقتنعة، على أن لا تصل إلى حالة القطيعة والافتراق، والأكيد أن البلد مقبل على امتحان صعب.

ومن المبكر جداً الحكم على مدى نجاح هذه الحكومة، على اعتبار أن العراق محاط بسياج من الأسلاك الشائكة سيما ما يتعلق بالطائفية والتدخلات الخارجية، إضافة إلى الولاءات الحزبية، دون نسيان عدم مشاركة مكون رئيسي وهو التيار الصدري في الحكومة.

ولا شك أن التحديات التي تواجه الحكومة الحالية تشكل قوة كبيرة لا يمكن الاستهانة بها أو التقليل من شأنها، ويمكن أن تنتهي هذه المخاضات على شدة آلامها إلى نتيجة إيجابية وتصب في مصلحة العراق بالعدول إلى الهوية الوطنية وإلى منطق العقل، وعلى السياسيين أن يتفاءلوا بتحقيق اختراق جديد وأن لا ييأسوا من أي فشل محتمل، فاليأس يجلب الانكسار، والانكسار يجلب الصراعات، والصراعات تجلب الفوضى.

يمكن اعتبار المرحلة الحالية للدولة العراقية بأنها مرحلة تأسيس لدولة عصرية ومتقدمة. وعلى السياسيين أن يستفيدوا من التجارب التي مضت والحالية، ويجب أن لا تمر عليهم هذه التجارب دون أن يتعلموا منها، بمنع البلاد من الغرق في بحر الصراعات، ويمكن السير على الطريق الصحيح في حال كانت النوايا صادقة في نزع الطائفية من صراع السياسيين، وأن تتجرد من الحزبية التي تضع حداً للاختناقات الحقيقية التي تقف بوجه استعادة الأنشطة الحيوية لمفاصل الدولة بتحريك بوصلتها.

Email