كلمة رئيس التحرير

الإمارات ومصر..خمسون عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي
يشهد التاريخ بأن علاقة الإمارات مع مصر تُعد نموذجاً رائداً يحتذى به في العلاقات الثنائية الدولية، وظهر ذلك عبر التعاون الكبير بين قيادتي البلدين، وحرصهما على تحقيق التضامن العربي، والوصول به إلى تحقيق الأهداف المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من «المحيط الأطلسي» إلى «الخليج العربي».
 
ومنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة أدرك المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الإماراتية المصرية، وقد أحب، رحمه الله، المصريين، وبادله المصريون حباً بحب، ووفاءً بوفاء، واستمرت العلاقة بين الحليفين الكبيرين بكامل قوتها، وازدادت متانة وصلابة عاماً بعد عام.
 
والمتتبع للعلاقة الإماراتية المصرية يدرك تماماً أنهما يشكلان لبعضهما البعض عمقاً استراتيجياً منيعاً، خصوصاً في المجالين السياسي والاقتصادي، فضلاً عن تميز شراكتهما بخصوصية قد سمع بها القاصي والداني، فالطموح كبير، والتنسيق عالٍ، والعلاقة محصنة، وتتجه عبر خطوات فعلية نحو بناء مستقبل زاهر وسعيد لخدمة الشعوب ورفاهيتها.
 
ولم ينقطع دعم الإمارات لمصر على مدار الزمن، وظلت الرؤية الثاقبة لقيادة الإمارات وسعيها الحثيث لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وضرورة تحقيق التضامن العربي تلبية لطموحات الشعوب العربية، واستمر هذا الترابط التاريخي الوثيق بين القيادتين والشعبين في إطار من الثقة والاحترام المتبادل والتضامن، إلى جانب توافق الرؤى بشأن مجمل قضايا وملفات المنطقة والعالم.
 
وقد بنت الإمارات علاقتها التجارية والاستثمارية مع مصر بجدية عالية، وترك البلدان كل الصعوبات، فوحدت الجهود، ووفرت الفرص، وذللت العقبات.
 
لتتحدث اليوم الأرقام عن مكاسب هذا التعامل الجاد، إذ تمثل دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي في مصر، والثالث على المستوى العالمي، برصيد استثمارات تراكمي يزيد على 28 مليار دولار.
 
وفي غضون ذلك ومنذ خمسين عاماً مضت استمرت العلاقات الإماراتية المصرية صامدة وثابتة على الرغم من عدم استقرار المنطقة، إلا أن البلدين قررا أن يبقيا معاً إلى الأبد، فالأمن مسؤولية جماعية يقع عبؤها على الجميع. حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها.
 
Email