العراق والاستعصاء السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

حالة العراق لا تزال في خضم التأزم، في ظل استمرار الانسداد السياسي على كل الجبهات، بعد مرور نحو عام على الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق دون تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وتعطل البرلمان نحو شهرين، وإذا كانت قلوب الكثير من العراقيين تتألم.

ويعيشون في غليان حقيقي، وهم يراقبون الاستعصاء السياسي في تشكيل الحكومة التي طال انتظارها، فإنه بات من الضروري جداً إجراء انعطافة على كل المستويات، والبحث عن الاختناقات الحقيقية التي تقف بوجه استعادة الأنشطة الحيوية لمفاصل الدولة بتحريك بوصلتها نحو الأفضل.

إن ظرف العراق العصيب يستوجب وضع النقاط على الحروف؛ وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية والتجرد من الأنانية، فهناك إجماع أن هناك قوى خفية تريد إشعال العراق بكل شعبه لفرض ما يحلو لها، ولن يكون ذلك في مصلحة الجميع، فكل تأخر وتناحر وانقسام بعد اليوم هو بمثابة شرارة حريق هائل لا يحمد عقباه.

فأوضاع هذا البلد لن تستقيم من دون إنهاء هيمنة روح التربص، لدى البعض، والاستئثار والاستحواذ على أكبر ما يمكن الاستحواذ عليه من الغنائم السياسية، حيث إن تطبيق نظرية المحاصصة، وبهذه الطريقة لا تنتج حكومة منسجمة أبداً.

وحيال المشهد، من الضروري العمل بكل جدية لمعالجة الأخطاء المتراكمة التي أدت لتصدع منظومة الحكم القائم لدرء المخاطر المنذرة، وإبعاد العراق عن تلاطم الأمواج الإقليمية والدولية، وجعله في منأى من تأثير هذه الأمواج، من خلال إيجاد آلية وطنية حقيقية لإشراك كل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية، والاتفاق على برنامج مشترك من دون شروط تعجيزية لا يمكن أمامها تحقيق أي تطور في العملية السياسية، فالشعب بحاجة إلى حكومة توافق لديها حلول واقعية قد تؤدي به إلى الانفراج من جميع النواحي السياسية والاقتصادية.

 
Email