القراءة: واجب أم اختيار ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي


تعد القراءة من التوجهات السلوكية الإيجابية للأفراد؛ لدورها في تنوير العقل، إلى جانب تعزيز ما يمتلكه الإنسان من معارف، من خلال اكتساب معلومات جديدة، أو تعديل معلومات مكتسبة خلال فترات زمنية سابقة. علماً بأن للقراءة الهادفة انعكاسات محمودة، سواء تعلق الأمر بالمجال الحياتي العام، أو المجال المهني الخاص. 

بالإمكان تحديد 3 أصناف للقراءة: 

القراءة المدرسية: تتعلق بمذاكرة المواد العلمية، وذلك على مستوى المدارس، والجامعات، والمؤسسات الأكاديمية المختلفة. وهذا الصنف يستهدف عادة تحقيق النجاح في التعليم، والحصول على الشهادات العلمية بأنواعها المتعددة. 

القراءة المهنية: وترتبط بمجال التخصص، وهذا الصنف يستهدف عادة دعم مسيرة التطور المهني للفرد، سواء كان موظفاً أو مزاولاً لعمل خاص. 

القراءة الثقافية: وتختص بمجالات الفكر والثقافة العامة، وهذا الصنف يستهدف توسيع مدارك الإنسان بجوانب معرفية متعددة تساعد الفرد في تحسين جودة حياته بجوانبها المختلفة، مثل الجانب الاجتماعي، والاقتصادي، والصحي. بالإضافة إلى إسهام هذا الصنف من القراءة في صقل شخصية الإنسان، وتحسين طريقة تواصله مع الآخرين، وتطوير أسلوب تفاعله مع المشكلات التي يواجهها في مسيرة حياته. علماً بأن هذا الصنف من القراءة ضروري لمن يريد القيام بدور إيجابي في بناء المجتمع، وفي دعم مسيرة نهضته. 

وفيما يتعلق بالأصناف الـ3 للقراءة، هناك شبه إجماع على ضرورة الصنف الأول، مع تأكيد أقل على أهمية الصنف الثاني، في حين يتم التعامل مع الصنف الثالث باعتباره هواية غير إلزامية، ويمكن للفرد أن يتجاوزها إن لم يكن راغباً بالقراءة، وهذا ما لا ينبغي أن يكون. 

في تقديرنا، جميع الأصناف التي ورد ذكرها واجبة، بمعنى أن الإنسان الواعي ينبغي أن يركز عليها، ويتعامل معها باعتبارها جزءاً أصيلاً من حياته، سواء كان راغباً بالقراءة أم غير راغب بها. صحيح أن البعض قد يستعيض عن القراءة بالاستماع إلى الكتب الصوتية، أو بمتابعة الأفلام والبرامج الوثائقية، وهذا توجه جيد ولا إشكال فيه، ولكن نعتقد أنه لا يعوض عن القراءة بشكل كامل وتام. هذا يعني أن المسألة تعتمد بشكل أساس على زاوية نظر الفرد إلى القراءة، وما يرتبط بوظيفتها، وكيفية تحديده لجوانب أهميتها. هناك من يعتقد بأنها أساسية، وهناك من يظن بأن تركها أمر لن يضر، وهناك أيضاً من يراها ترفاً لا يلائم طبيعة الحياة السريعة، والتكنولوجيا المتقدمة. 

ختاماً.. يمكننا القول بأن القراءة أمر واجب، وضروري؛ إذ إن الإنسان من دون قراءة هادفة يفقد مصدراً مهماً من مصادر التطوير الشخصي والمهني، وبوجودها يمكن أن يحقق الكثير من المنافع والإيجابيات في مجالات حياته المختلفة.

Email