إماراتيات قدوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأسبوع الماضي احتفلت الإمارات بيوم المرأة الإماراتية الذي يوافق 28 أغسطس من كل عام. كلٌ عبّر عن هذه المناسبة بطريقته، الأغلبية العظمى منهم قيم دورها في المجتمع بالكثير من الإيجابية بما قدمته من مواقف مجتمعية وما زال كثير منهن يفعلن ذلك ليس فقط في المجتمع الإماراتي بل وحتى على المستوى العالمي وكل ذلك وفق أرقام ونسب مرصودة. وقد عبرت تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهذه المناسبة العزيزة علينا.

قد يكون للمرأة الإماراتية يوم نحتفل به ونستذكر فيه إنجازات ونجاحات حققته شقيقة الرجال ولكن في الحقيقة مجتمعنا يحتفل بها كل يوم فهي نصف المجتمع وبالمهام التي تقوم بها فهي المجتمع كله بما تحققه من أدوار أسرية ووطنية، بداية من بيتها ودورها الحيوي والمهم في تربيتها لجيل المستقبل وبتسليحها له بالقيم والمبادئ وزرع حب الوطن وترسيخه فيه وتعزيز الهوية الوطنية والفخر بها، وتعزيز روح العمل لتحقيق أهداف الوطن، باختصار هي المنبع الأول لبناء المواطن الصالح.

اختصر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في تغريدة عبر حسابه في «تويتر» عندما قال: إن «المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا». وهذا يؤكد على أهمية المرأة الإماراتية في مجتمعها وأهمية دورها وأثره في مسيرة الدولة ونتائجه على المجتمع.

تعدت إنجازات المرأة الإماراتية التي نفخر ونعتز بها العديد من الميادين الحياتية والكثير من القطاعات العلمية، كالطب والعلوم والفضاء والسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم، لم يبقَ مجال إلا وقد تركت بصمتها الإيجابية فيه بل إنها وازنت بين دورها في المساهمة في التنمية مع المحافظة على القيم الإماراتية والثقافة الإسلامية ما يفسر بأن التمسك بعادات وقيم المجتمع لا يعرقل المشاركة في بناء الوطن.

تاريخ الإمارات مليء بالإماراتيات اللاتي تركن إسهامات لا تنسى وكن قدوات وفخراً للمجتمع، وقد سجلن تاريخهن بماء من ذهب ولعل من أبرزهن الشيخة سلامة بنت بطي والدة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي عرفت برجاحة عقلها وحكمتها وفراستها، وكذلك الشيخة حصة بنت المر بن حريز جدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صاحبة الشخصية الكريمة والمواقف العظيمة.

أما في عصرنا الحالي فلا يعلو اسم على اسم والدتنا «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية والدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وما نراه اليوم من إنجازات حققتها المرأة الإماراتية هو نتاج وثمار رؤية وجهود القائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدور الذي قامت به «أم الإمارات» بجانبه لتعزيز وتمكين المرأة الإماراتية لعصرها ومستقبلها.

الشيخة فاطمة بنت مبارك هي قدوة المرأة الإماراتية كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نعم القدوة ونعم الأم هي، ويفخر بها كل الإماراتيات والإماراتيين.

كان للمرأة الإماراتية ومازال إسهامات في المجالات كافة ومنها المجالات الثقافية والأدبية، وتأتي على القمة عوشة بنت خليفة السويدي المعروفة بفتاة العرب، التي كان لها دور وإسهامات في انتشار القصيدة الإماراتية، وقد ساهمت ووثقت بقصائدها التحولات الاجتماعية والأدبية التي عاصرتها وشهدتها الإمارات.

منذ تأسيس الدولة دعم القادة المؤسسون كافة شرائح المجتمع وبالذات المرأة لأنها رمز للعطاء وعنصر فاعل في المجتمع لذا حظيت المرأة الإماراتية بالرعاية والاهتمام بداية من التأكيد على أهمية التحاقها بالمدرسة، لتكون الأم المتعلمة والموظفة المبدعة والقائدة الملهمة والشريك الأساسي في التنمية المسلحة بالمعارف والعلوم والمهارات والقدرات التي تعينها على دورها المهم والحيوي.

الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية بمثابة اعتراف أخيها الرجل بمكانتها في المجتمع، أما اختيار شعار «واقع ملهم.. ومستقبل مستدام» إنما هو استعراض بما نعيشه من إنجازات بنت الإمارات ويعني اليقين باستدامة النجاحات.

* كاتب ومحلل سياسي

Email