شباب الإمارات وقود نهضة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشباب هم الأمل الزاهر للوطن، وهم الذين يصونون مُنجزه ويسهمون في صنع مستقبله، ولن يتأتّى لهم ذلك من فراغ ولا من خلال خبرتهم الذاتية الفردية بل لا بدّ لهم من قائد يرشدهم ويأخذ بأيديهم ويبصّرهم بحقائق الحياة، ويضيء لهم الطريق، وإن من أعظم النعم على شباب الإمارات أن يكون لهم قائد قد أمضى عمره الميمون في صنع الإنجازات التي تقترب من حدود المستحيل، وأن تكون هذه الإنجازات شاهد عيان يشهد بضخامة الجهود المبذولة في سبيل مجد الوطن ورفعة شأنه، ذلكم هو سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي وهب شبابه وعمره كله لهذا الوطن الجميل الذي يستحق كل عطاء وتضحية، وما زال رعاه الله يدأب في قيادة المسيرة، ويبدع في تثقيف الأجيال وتنوير بصيرتهم في سبيل صنع جيل قيادي يستأنف المسيرة ويُضيف إليها ويُعلي بناء الوطن الشامخ الأصيل.

في هذا السياق من الاهتمام الحثيث بشباب الوطن وزيادة جرعة الوعي القيادي لديه، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مقطعًا صوتيًا على حسابه في «إنستغرام» مصحوبًا بمادة تصويرية بديعة المحتوى والدلالة تحدث فيه عن المنجز الأكبر للوطن وهو صنع نموذج متفرد من الشباب الممتلئ الوجدان بحب الوطن والرغبة الصادقة في خدمته ورفعته، مؤكدًا أن الشباب هم صمام أمان المستقبل، وبيدهم سيكون زمام الأمور تحت راية الوطن ولوائه المرفوع ليختم حديثه بأبيات شعرية يستحثّ فيها هِمم الشباب ويذكّرهم بما وصلت إليه الإمارات من خير وتقدم ورخاء، لافتًا أنظارهم إلى التضحيات الكبيرة التي قدمها الآباء والأجداد فرسان البادية الذين شيّدوا هذا الوطن بحبّات العَرَق المتحدرة على الجبين مثل حبات اللؤلؤ، وتركوا لنا هذه الأمانة المصونة في القلب والروح.

(الحمد لله حققنا الكثير الكثير من الإنجازات، لكن أكبر إنجاز حققته دولة الإمارات، واتحاد الإمارات، الشباب، هذا الشباب هو المستقبل، وهو اللي بيأخذ زمام الأمور في المستقبل)، بهذه الافتتاحية المباركة يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حديثه بالثناء على الله تعالى واهب النعم، وتقديم واجب الحمد والشكر لهذا الكريم الوهاب الذي أعطى الإمارات وأجزل لها العطاء من الخيرات، وأسبغ عليها من النعم ما يوجب عليها دائمًا أن تظل لاهجة اللسان بشكر نعم المولى سبحانه، ليؤكد بعد ذلك أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد حقّقت الكثير من الإنجازات وعلى جميع المستويات الحضارية، الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وجميع مظاهر التقدم الحضاري، حيث تبوأت مكانة متميزة بين الدول المتقدمة، وحصلت على مؤشرات حضارية تفوّقت بها على كثير من الدول المتقدمة، لكن الإنجاز الأكبر للإمارات بحسب نظر صاحب السمو هو نجاحها في بناء نموذج متميز للشباب يتميز بالذكاء والمثابرة والرغبة الصادقة في طلب العلم والمعرفة ثم الانخراط القوي في مسيرة بناء الوطن، فهم ضمانة المستقبل، وسيكون بأيديهم القوية الأمينة زمام الأمور وتصريف شؤون الوطن والدولة، فهم الأمل والرجاء على المستوى العاطفي والوجداني، وهم العُدّة والسيف على المستوى العملي والإداري، فلا مجال للتهاون في تحمل المسؤوليات التي تحتاج إلى الشباب القوي المتمرس بشؤون الحكم والإدارة.

ثم قرأ صاحب السمو مجموعة من الأبيات الشعرية التي تستنهض الهمم وتغذي الشعور بالمسؤولية حيث قال:

مرحبا يا شباب يكسبون الرهان

يا أملنا المُرجّى وللوطن ذخرنا

كنت بأول شبابي مثلكم مستبان

حلم يا ما حلمته وكل يوم دنا

بهذه الحفاوة القلبية الصادقة يخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أبناءه من شباب الوطن الزاهر النشيط، فيسلم عليهم بعبارة الترحيب، مؤكدًا أنهم سيكسبون رهان الفوز بمجد العمل للوطن والتقدم به إلى أعلى المراتب، ولا غرو في ذلك فهم الأمل المرجّى وهم الكنز المذخور للوطن في مسيرته المظفّرة التي عايشها صاحب السمو في ريعان شبابه حين كانت روحه مملوءة بالأحلام الكبيرة التي ظل وراءها حتى رآها واقعًا متحققًا على أرض الوطن، فهو لا يتكلم من فراغ بل يقدّم الدليل تلو الدليل على أن أحلام الأمس هي إنجازات اليوم، وأن ما كان بالأمس بعيدًا قصيّا أصبح اليوم قريبًا دانيا، فهذه هي سُنة الحياة حين تتوفر الإرادة القوية والعزيمة الماضية والتخطيط السليم، فعندها يسير الوطن في طريق الأمن والإنجاز والتقدم والازدهار.

وعُقب وقت الشدايد موسم الخير حان

وصارت الدار جنه وطاب فيها الجنى

وقتكم في ربيع يا شباب وأمان

ما عرفتوا عَنانا والتعب كدّنا

احفظوا الدرس عنّا بالذي قبل كان

بالعمل والإرادة ترفعون البِنا

ثم كانت هذه الخاتمة البديعة، حيث يقارن صاحب السمو بين الماضي والحاضر، وكيف أن مرحلة الشدة وصعوبة العيش قد انتهت، وجاءت بشائر الخير والعيش الكريم، وأصبحت الإمارات جنة خضراء بعد أن كانت صحراء جرداء، لكن نعمة الله تعالى أوّلا، ثم ما توفر لدى القيادة والشعب من قوة الإرادة والعزيمة كانت وراء هذه الحالة الفريدة من طيب العيش والجنى الداني لكل الخيرات، فشباب اليوم قد فتح عينيه على بلد عامر بالخيرات تأتيه الطيبات من كل مكان، وينعم فيه الناس بأرقى مستويات العيش لكن الأجيال السابقة قد بذلت من التعب والكدّ والعناء ما الله به عليم، وهو ما يحرص صاحب السمو على التذكير به دائمًا كي تظل أجيال الشباب مفتوحة البصر والبصيرة على طبيعة المنجزات وتحديات المسيرة، وأن ذلك لم يكن أمرًا سهلًا بل هو ثمرة التعب ومواصلة العمل ليؤكد لهم في نهاية الحديث أن العمل والإرادة هما سبب رفعة بناء الوطن فليحفظوا الدرس، وليعرفوا أن مسيرة الوطن لن تقوم على الأمنيات بل هي ثمرة التعب والكدّ وتقاطُر حبّات العَرَق فوق تجاعيد الجبين.

 

Email