ركائز العمل الثقافي في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تولي الإمارات أهمية كبرى للعمل الثقافي الرصين بوصفه ركيزة مهمة للتنمية المجتمعية ووسيلة لرفع الوعي المجتمعي العام. ويكمن الاهتمام الرسمي في صورة الدعم والتشجيع المستمر للعمل الثقافي بكل أصنافه وتهيئة البيئة التحتية المناسبة لذلك العمل.

ليس هذا فحسب، بل إن الاهتمام الأهم هو تقديم الدعم المادي اللازم لاستمرار العمل الثقافي وديمومته. فمن دون الدعم المالي لا يستطيع العمل الثقافي أن يصل إلى كل الفئات المستهدفة، ولا يستطيع تحقيق أهدافه المرسومة.

ولهذا فإن الإمارات اليوم تستحق تلك السمعة الهائلة التي تحوزها كمنارة إشعاع ثقافي في المنطقة. ولا يمكن التفكير في العمل الثقافي دون الإشارة إلى التكريم الذي يحظى به المبدعون من خلال تلك الجوائز الكبرى التي تمنح كتشجيع لهؤلاء المبدعين في كل الحقول.

ولو تمعنا في العمل الثقافي بصورة عامة لوجدنا أنه يقوم على ركائز ثلاث مهمة هي الدعم والتشجيع والتطوير المستمر للعمل الثقافي والذائقة الشعبية المهتمة، ووجود تلك البيئة التحتية التي تشجع على ديمومة العمل الثقافي وتعمل على تنوعه.

جميع هذه الركائز متوفرة في الإمارات. ففي دولة الإمارات هناك اهتمام رسمي وشعبي كبير بالعمل الثقافي، الأمر الذي منحها ذلك الألق الكبير الذي تحظى به اليوم من خلال الأنشطة الثقافية المتنوعة التي تنشط فيها. كما تعمل الجهات الرسمية على احتضان العمل الثقافي وتقديم كل أشكال الدعم له في شكل دعم مالي ودعم مؤسسي وبنية تحتية ثقافية قادرة على احتضان العمل الثقافي بكل أشكاله.

كما يوجد في الإمارات بيئة ديمغرافية نشطة متنوعة الخلفيات الثقافية، الأمر الذي يؤثر إيجاباً على العمل الثقافي وتنوعه. فالجنسيات العديدة التي تعيش على أرض الإمارات وخلفياتها الثقافية المتنوعة تتيح التنوع الثقافي وتساعد على حيويته.

فمن الموسيقى إلى الفنون البصرية والآداب تبدو الإمارات منارة إشعاع ثقافي متنوع تضيء سماء المنطقة ككل. الركائز الثقافية تلك ساهمت إلى حد كبير في انتعاش العمل الثقافي بكل أصنافه من فنون وآداب وموسيقى وفنون بصرية، الأمر الذي جعل من الإمارات منصة ثقافية ومصدر إشعاع هائلاً.

من ناحية أخرى لا تبدو الإمارات متخوفة من اقتحام المجالات الثقافية الجديدة أو تبني المشاريع والخطط الثقافية غير المألوفة لأنها مدركة أن لكل نشاط ثقافي جمهوراً قادراً على تقبل تلك المشاريع وتذوقها. فالذائقة الأدبية الفنية والأدبية الموجودة في الإمارات متنوعة وقادرة على تقبل وهضم كل أنواع المشاريع والخطط الجديدة والعمل على ديمومتها.

فمثلاً تضم الإمارات عشرات المراكز الثقافية الرسمية والأهلية المحلية والعالمية التي حازت على سمعة عالية. كما تضم المسارح والمتاحف وهيئات الثقافة التي تخدم كل الشرائح المجتمعية. كما شهدت أخيراً افتتاح منارة إشعاع جديدة هي مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وهي المكتبة التي تعد مصدراً مهماً للمعرفة والتعلم في المنطقة العربية كلها.

لقد أثبتت الإمارات أنها تمشي بخطى ثابتة في المسار الثقافي. فلم تؤثر جائحة كورونا والتقلبات الاقتصادية على خطط التنمية الثقافية، بل استمرت الإمارات في دعم الثقافة وفروعها المختلفة بشكل لافت بحيث باتت الإمارات فعلاً تشكل ظاهرة نادرة في المنطقة ككل.

فعلى الرغم من أن معظم دول العالم قلصت ميزانيتها الثقافية وقصرت أنشطتها على الأنشطة الضرورية فقط، إلا أن الإمارات استمرت في دعم النشاط الثقافي بكامل أصنافه. وقد أثبتت الأيام أن السياسة الإماراتية كانت محقة في هذا المجال.

فالعمل الثقافي ليس فقط عملاً مؤسسياً يخدم الذائقة المحلية، بل أثبت أنه مصدر مهم للدخل الاقتصادي. فتلك الصروح الثقافية هي مصدر جذب مهم للسياحة الخارجية، وبالتالي مصدر مهم ليس فقط للدخل، ولكن كقوة ناعمة.

إن الإمارات مدركة أن مواكبة العصر لا تكمن فقط في تطوير الخطط المحلية لتواكب العالمية، ولكن مد الجسور للآخر عن طريق جذبه للتعرف على ثقافتنا المحلية. فلم تكن الإمارات يوماً منعزلة عن محيطها، بل كانت على الدوام جسراً للتواصل الحضاري مع الجوار ومع دول العالم.

واليوم تلعب الإمارات دور الوسيط الثقافي لنقل المعرفة والتكنولوجيا بين الشرق والغرب. كما أن الإمارات مدركة أن دورها لا يقتصر على الوساطة الحضارية، بل يمتد ليشمل دورها كلاعب ثقافي مهم على الساحة العالمية. لقد قدمت الإمارات عبر إكسبو 2020 دبي مثالاً حياً على حيوية الإمارات واليوم تقدم مثالاً آخر عبر صروحها الثقافية الجديدة.

 

 

Email