ما عكّر متعة يومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بداية يومي كانت معقدة وصباحي الباكر كان مربكاً تملؤه الأخبار المحزنة لي. أيقظتني رسائل وصلتني على هاتفي المحمول، جعلته يهتز ويرتج بقوة اثنين ريختر : ارتكبت مخالفة سرعة في شارع المطلقات في مدينة العين!، فاتورة الماء والكهرباء لهذا الشهر مستحقة الدفع، نفاد رصيد باقة الانترنت. أدركت أن يوماً بدأ مع توالي مستحقات علي لا بد منها، سينتهي معقداً.. ولكن مخالفة تجاوز السرعة هي ما كانت تحيرني : "ما لي ولشارع المطلقات؟!".

بعد التدقيق والبحث، تبين لي أن ابني «بوشهاب» هو من فعلها وارتكب تلك المخالفة. ولكن، يالقلة الحيلة، فإذا اشتكيته لوالدته وقعتُ في فخ المساءلات التي لا تنتهي.. وإذا «ناصحته» تنصل وأثبت عليَّ الجرم.

توالت السلسلة بلا توقف، ففي طريقي للعمل.. رأيت الشايب «خميس الفن» يترنح بسيارته يمنة ويسرة ولا يستجيب «للهرنات» التي ضج بها الشارع كأنه «يحوط بزهبة معاريس».. وهكذا فإن مشوارك الذي يستغرق عشرين دقيقة، عادة، جعلها «الفن» أربعين دقيقة.. أعصاب مشدودة. وما زاد الطين بلة، أن «غلام» تسبب في حادث بالطريق نفسه وعطل حركة المرور.

يوم مجهد، لم أرتشف فيه قهوتي كما تعودت. فعدت إلى غرفتي واستسلمت لأحلام وسيناريوهات غريبة: " أهلين وسهلين ابن عمي.. يبعتلي حمى على هالطله الحلوة...". كلمات معسولة ذات وقع موسيقي رنان تتمنى عند سماعها أن تكمل حلمك وتنام باستغراق. ولنكمل: " وينوه هاااد.. يا عيب الشوم على هيك رجااال...". ذلك العكيد "بوشهاب" وبصحبته عدد من «الأبضايات».. يبحث عني لأني خطفت محبوبته.. ظفر بي بالقرب من دكان "بوعصام" فتناول خنجره. حينها استيقظت من حلمي على طرق باب الغرفة.. أيقنت، بعد ذلك، أن من قتل متعة يومي ذاك: «العكييد» بخنجره.. ومن طرق الباب ليوقظني.

Email