غَدٌ أفضل لهونغ كونغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

جذب مركز هونغ كونغ الدولي للمعارض والمؤتمرات، في الـ 1 من يوليو الجاري، أنظار العالم مرة أخرى، حيث زار الرئيس الصيني شي جين بينغ هونغ كونغ، وحضر الاحتفالات بالذكرى الـ 25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، ومراسم تنصيب حكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وفي كلمته بهذه المناسبة، استعرض الرئيس شي الإنجازات التي تم إحرازها على مدى 25 عاماً، منذ عودة هونغ كونغ إلى أحضان الوطن الأم، وعبّر عن أمله تجاه مستقبل التنمية في هونغ كونغ.

إنها 25 عاماً من اندماج هونغ كونغ في التنمية الوطنية الشاملة، وتقديم إسهام كبير في الإصلاح والانفتاح في الصين. صادفت عودة هونغ كونغ إلى أحضان الوطن الأم عصر الإصلاح والانفتاح العظيم في الصين، ولعبت هونغ كونغ بشكل كامل، دور الجسر المهم الرابط بين بر الصين الرئيس، ومختلف مناطق العالم، وقدمت إسهاماً لا يمكن الاستغناء عنه لتحقيق معجزة النمو الاقتصادي المستقر، والتنمية المتسارعة في الوطن. وانخرطت هونغ كونغ بنشاط في التنمية الوطنية الشاملة، والتحمت باستراتيجية التنمية الوطنية، وكانت لها مآثر مهمة في تشكيل الوضع الجديد للانفتاح الخارجي للصين.

إنها 25 عاماً، قهرت فيها هونغ كونغ مختلف التحديات، وحافظت خلالها على الازدهار المستمر. سواء تعلق الأمر بالأزمة المالية العالمية، أو جائحة «كورونا»، أو تعلق بالاضطرابات الاجتماعية العنيفة، فإن كل ذلك لم يوقف خطوات التقدم في هونغ كونغ. فعلى مدى 25 عاماً، ومع تطور الصين، وتعزز قوتها، استطاعت هونغ كونغ بفضل موقعها الجغرافي الفريد، أن ترتفع ارتفاع السفينة على وقع الموج، وتعززت باستمرار مكانتها كمركز دولي مالي ولوجستي وتجاري، وبات العالم يشيد بهونغ كونغ بوصفها مدينة عالمية كبرى نابضة بالحياة.

إنها 25 عاماً، تم فيها إحراز نتائج مثمرة للمفهوم العظيم «دولة واحدة ونظامان». شكلت عودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، أول تجسيد على أرض الواقع لمفهوم «دولة واحدة ونظامان». لقد ضمن مفهوم «دولة واحدة ونظامان»، تحقيق حكم هونغ كونغ من طرف شعبها، وتحقيق حكم ذاتي عالي المستوى، ومن هنا، انطلقت ديمقراطية هونغ كونغ الحقيقية. أما صياغة وتنفيذ قانون حماية الأمن الوطني في هونغ كونغ، فكان مطلباً حتمياً للحفاظ على الأمن الوطني، وانعكاساً مهماً لسلطة الحكومة المركزية، كما أنه ثمرة مهمة من ثمار مواصلة تحسين واستكمال نظام «دولة واحدة ونظامان» بشكل ملموس، وهو «الدرع» التي تضمن مستقبلاً، التنفيذ التام لمفهوم «دولة واحدة ونظامان»، والحفاظ على استقرار وازدهار هونغ كونغ على المدى البعيد.

وتثبت الوقائع، أن التنفيذ الصحيح لنظام «دولة واحدة ونظامان»، حقق المحافظة على تطوير نظام القانون العام في هونغ كونغ، وحققت هونغ كونغ «حكم هونغ كونغ من قبل أهل هونغ كونغ»، و«درجة عالية من الحكم الذاتي»، وتوسعت الحقوق الديمقراطية للمواطنين في هونغ كونغ بشكل غير مسبوق، كما حافظ اقتصاد هونغ كونغ على الازدهار، فقد حقق نظام «دولة واحدة ونظامان»، نجاحاً معترفاً به عالمياً، وهو الضمان الأساسي لاستمرار نجاح هونغ كونغ في المستقبل. وتماماً كما قال الرئيس شي: «ما من سبب لتغيير هذا النظام الجيد، بل يجب التمسك به على المدى البعيد!»

تعد هونغ كونغ شريكاً من أكبر عشرة شركاء تجاريين للإمارات في العالم، ففي عام 2021، بلغ حجم التجارة بين الجانبين 12.8 مليار دولار أمريكي. وفي العام الماضي، تأسس في دبي المكتب الاقتصادي والتجاري لهونغ كونغ، وهو ما من شأنه أن يخدم تسريع وتيرة التعاون بين الإمارات وهونغ كونغ في التجارة والاقتصاد والأعمال والتمويل والسياحة، وغيرها من المجالات المختلفة. وتعد هونغ كونغ ودبي، محورين للتجارة الدولية، ومركزين ماليين عالميين، ويمكن أن يعطيا الدور الكافي للمزايا الجغرافية لكل منهما، بحيث يمكن أن تكمل «لؤلؤتا العالم» في شرق آسيا وغرب آسيا، بعضهما البعض، بشكل أكبر، في مسار تعزيز التعاون الصيني الإماراتي، بل حتى في مسيرة التنمية والازدهار للتجارة الدولية وتتلألآن في العالم.

 

* القنصل العام الصيني بدبي

Email