جائزة الإعلام العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتمعنا كأعضاء مجلس إدارة «جائزة الإعلام العربي»، لمناقشة النظام الأساسي، وتوجهات الجائزة الجديدة بفئاتها الثلاث، حيث تغير اسمها من جائزة الصحافة، إلى جائزة الإعلام العربي.

وذلك بتوجيهات كريمة من راعي ومؤسس الجائزة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

هذه الجائزة، أصبحت الآن بعد عقدين من الزمان، بحق، «أوسكار» الإعلاميين، الذين لطالما كانوا يقول الجيل الجديد منهم: أين نصيبنا نحن العاملون في الإعلام المرئي والرقمي (ديجيتال)، من التقدير الذي نعمت به الصحافة طوال السنوات الماضية. فها هي الجائزة تجدد نفسها، وتحتضن شريحة هائلة وجديدة من الذين كانوا يتطلعون إلى سباق التنافس الإعلامي الشريف.

أهمية الجائزة، تكمن في أنها تبرز شريحة مهمة من الجيل الجديد، وتسلط الضوء على المخضرمين الذين ما زالوا يقدمون روائع ما لديهم.

فنحن جزء من هذا العالم، الذي يعيش أزمة نصوص رصينة، وكان لهجمة دخول «السوشيال ميديا»، وتغير عادات الناس، واتجاهها نحو الشاشات الصغيرة لتلقي الأخبار، وأزمة «كورونا» القاصمة، ما أدى إلى ارتدادات على عادات متابعة الصحافة التقليدية. ووجدنا أنفسنا في حاجة للتكيف مع متغيرات الواقع. وأرى أن الصحافة لن تموت، ولكن تتغير أدواتها. ومن أدواتها الحديثة، الإعلام الرقمي.

ولذلك، تقدم «فئة الجائزة الرقمية» خيارات عديدة، منها: جائزة لأفضل منصة إخبارية، وبرنامج ثقافي، واجتماعي، ورياضي، ووثائقي. إذ تتزايد هذه البرامج والمنصات بصورة مذهلة، وترسم المشهد الإعلامي والثقافي، الأمر الذي يتطلب جهة إعلامية كبرى تقيم ما يقدم، وتمنحها ما تستحق من تقدير.

ومن فئات جائزة الإعلام العربي أيضاً «فئة جائزة الصحافة»، التي استمرت طوال عقدين، لكنها تغيرت قليلاً، اعتباراً من هذا العام، ففيها جوائز للصحافة السياسية، والاستقصائية، والاقتصادية، وأفضل كاتب عمود، وصحافة الطفل. وهي خطوة جديدة لدعم جيل الأطفال ممن لديه مواهب مدفونة.

ولأن معظم الإبداعات تكتشف في المدارس، فكلي أمل أن أرى ميادين التعليم وهي تفتح أبوابها لمن يحمل بوادر موهبة إعلامية، لصقلها عبر برامج مدرسية.

فالإعلام صار عصب الحياة، فهو ما ينقل لنا مجريات الأحداث. ولا يمكن بأي حال من الأحوال، الاعتماد على مشاهير أو اجتهادات فردية، فلا بد من أفراد مهنيين، لينضوون تحت لواء مؤسسة إعلامية مرخصة، يمكن أن يثق بها الناس، ويكون لديها مصادر دخل كافية، يمكنها من تحسين العمل وتدريب كفاءاتها.

خلاصة القول، إن الجائزة الجديدة صارت تضم ثلاث فئات (صحافية، ومرئية، ورقمية)، وهي ما يمثل واقع الإعلام. ولن تناقش الجائزة المسلسلات والدراما والأفلام، لأن هذه صناعة مختلفة. فنحن معنيون فقط «بجودة الإعلام»، ما يكتب ويشاهد، أي كل ما يخبر الناس، وينقل إليهم الأحداث والقضايا في قوالب إبداعية.

ولحسن الحظ، الإبداع الحقيقي لا ينضب أبداً، طالما كانت هناك بيئة خصبة لاحتضانه. ويتطلب الأمر منصة أو جائزة تقدر هذا الإبداع وتدعمه. ومن هنا، جاء توجه الشيخ محمد بن راشد، لتجديد روح الجائزة، ومسايرتها لروح العصر.

ولحسن الحظ، يضم مجلس الإدارة كوكبة متنوعة من القامات الإعلامية والكتاب والصحافيين، الذين نرجو أن نقدم معاً شيئاً يحاول دعم الجهود الإبداعية في شتى أنحاء العالم العربي.

 

Email