كلمة وأفعال محمد بن زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

عكست كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يوم الأربعاء الماضي.

والتي وجهها إلى شعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، مضامين وأبعاداً عديدة حول رؤيته الاستشرافية من النواحي التنموية والسياسية، ما يمكن تسميتها استراتيجية الإمارات في الداخل والخارج، مع تركيز سموه على الوطن والإنسان باعتباره الهدف الأول والأخير.

وتأكيداً على ذلك فقد جاء في كلمة سموه المليئة بالرسائل السياسية والوطنية: «هدفنا الأول والأخير هو الإمارات وشعبها»، وعليه، يتضح لنا في قراءة تحليلية لتلك الكلمة أهمية ومحورية الإنسان في فكر الشيخ محمد بن زايد، إذ طرح سموه رؤية واضحة متكاملة ووضع خارطة طريق لجميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة محورها وقمة أولوياتها الإنسان ، كذلك حدد المطلوب والمأمول من أبناء الشعب الذي أكد على اعتزازه وفخره بهم.

إن محورية الإنسان في فكر رئيس الدولة واضحة، فقد أكد سموه على أهمية دوره في العملية التنموية، وقالها بكل وضوح وصراحة «شعب دولة الإمارات وتمكينه.. كان ولا يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها.. وسيظل منهج (راحة المواطن وسعادته ورعايته) الأساس في كل خططنا نحو المستقبل».

وأشار سموه إلى دور المواطن الإماراتي في السابق ومواقفه معتبراً أنها محل فخر واعتزاز.. حيث قال «محظوظون بهذا الشعب العزيز.. شعب أثبت قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بنا.. أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات.. اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له».

الإنسان يحظى باهتمام ورعاية وأولوية لدى رئيس الدولة، فقد بدأ عهده بإصدار أول قراراته لتطوير التعليم، حيث استحدث عدداً من الهيئات الحكومية الاتحادية ليضمن بناء فكر سليم للإنسان الإماراتي وتزويده وتسليحه بالمهارات والقدرات التي تؤهله ليكون فاعلاً ومشاركاً في العملية التنموية ومساهما في إكمال عملية البناء والعمل، وقادراً على المساهمة لصناعة المستقبل للأجيال الحاضرة والقادمة.

مبادرات عديدة أطلقها سموه أخيراً، لا سيما منها معاملة أبناء المواطنات المقيمين في الدولة، بنفس معاملة المواطن في قطاعي التعليم والصحة ومبادرة دعم الأسر المواطنة، والمواطنين من ذوي الدخل المحدود والتي تشرف عليها وزارة تنمية المجتمع.

كذلك توجيه سموه لاستكمال جميع طلبات المنح الإسكانية في برنامج الشيخ زايد للإسكان بقيمة بلغت 2.3 مليار درهم ، وصرف حزمة إسكانية للمواطنين في إمارة أبوظبي بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار درهم. كما أصدر سموه مرسوماً بإنشاء مكتب شؤون المواطنين والمجتمع في ديوان الرئاسة.

وجاء من ضمن اختصاصاته دراسة وتطوير وإدارة ومتابعة وتنفيذ كل ما له صلة بشؤون المواطنين والمجتمع في الدولة، وإطلاق المشاريع والمبادرات والسياسات التي من شأنها رفع المستوى المعيشي للمواطنين، وتعزيز السلوكيات الإيجابية للمجتمع.

كل ما سبق وغيره الكثير من توجيهات ومبادرات رئيس الدولة الهدف منه سعادة وراحة واستقرار المواطن وبناء الإنسان المؤهل علمياً ونفسياً، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار الأسري والنفسي للفرد والأسرة وبالتالي تحقيق الاستقرار المجتمعي.

ليس الإنسان الإماراتي فقط الذي يحظى باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بل كل إنسان أينما كان ومن كان، من دون تمييز سيحظى بهذا الاهتمام حيث أكد سموه على تعزيز دور دولة الإمارات ضمن الدول الرائدة عالمياً في مد يد العون وتقديم المساعدات سواء كانت تنموية أو إنسانية أو خيرية إلى جميع المجتمعات ومن دون التمييز أو النظر إلى دينها أو عرقها أو لونها.

تعزيز الاقتصاد وتمكينه يأتي لمصلحة الإنسان، حيث أكد ذلك المبدأ الثالث من مبادئ الخمسين وجاء فيه أن هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد. وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد. أي أن الهدف النهائي هو الإنسان.

محمد بن زايد هو قائد المدرسة الإماراتية التي أرساها القائد المؤسس لدولة الإمارات على القيم والمبادئ السامية وجعل من الإنسان محور الاهتمام، وهدف المدرسة الإماراتية هو خلق مواطن قادر على بناء حاضره وصناعة مستقبله ومستقبل الجيل الذي يليه.

لسان حال الشعب الإماراتي يقول: صاحب السمو.. نحن محظوظون بك، و «ما نشل هم» ونحن تحت قيادتك ونعاهدك بأن يبقى «البيت متوحد».

* كاتب ومحلل سياسي

 

Email