«حكايات أهل الفن»

قصة أشهر من غنّت للأفراح

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأغاني التي تتردد في الأفراح والأعراس كثيرة، لكن تبقى أغنية «زغرودة حلوة رنت في حارتنا» هي الأشهر والأكثر انتشاراً، على الرغم من مرور سبعة عقود ونيف عليها. كتب كلماتها فتحي عبد العظيم ولحنها محمد الموجي وغنتها «فاطمة النبوية السيد محمود الملاح» الشهيرة بأحلام.

ولدت أحلام بتاريخ ومكان مختلف عليهما، فالبعض يقول إنها ولدت بمحافظة الدقهلية في 25 سبتمبر 1923، والبعض الآخر يقول إن ميلادها كان في طنطا سنة 1933. وبالمثل هناك تباين حول سنة وفاتها ما بين عام 1993، وعام 1997.

لكن هناك إجماع على أنها تزوجت ثلاث مرات: الأولى من شخص غير معروف، والثانية من الموسيقار محمد الموجي، والثالثة من المحاسب محمود السماحي الذي نقلها إلى ليبيا حيث كان يعمل بالسفارة المصرية، قبل أن تعود إلى مصر في السبعينيات وتكتشف تردي مستوى الغناء العربي بعد وفاة العمالقة أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، الأمر الذي دفعها إلى الابتعاد واعتزال الغناء حتى تاريخ وفاتها.

نشأت أحلام في بيت والدها المحب للموسيقى والذي كان يقيم أسبوعياً حفلات يجمع فيها أصدقاءه من محبي الطرب الأصيل، وهو ما جعلها تتعرف على أغاني سيد درويش ومحمد عثمان وعبد الوهاب وأم كلثوم، وترددها. كما أن استماعها إلى القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت ساهم في تقويم النطق ومخارج الحروف لديها.

وحينما راحت تغني لنفسها في البيت سمعها الجيران وألحوا عليها بدخول مجال الغناء لجمال صوتها، لكنها تعرضت للضرب من والدها المحافظ إلى أن تمّ إقناعه كي يسمح لها بالتسجيل في معهد الموسيقى الملكي، فتعلمت أصول الغناء على يد كبار الموسيقيين آنذاك وراحت تغني في حفلات المعهد مع زملائها الطلبة.

سمعها بالصدفة عازف الكمان أحمد الحفناوي وهي تردد أغاني كلثومية، فسارع بتقديمها إلى عبد الوهاب، فغنت أمامه «يا وابور قولي رايح على فين»، فأعجب بصوتها وأدائها وطلب منها ترديد مقطع من الأغنية التي كان يحضرها وقتذاك وهي أغنية «القمح الليلة»، فتعاظم إعجاب عبد الوهاب بها إلى حد الطلب منها أن تشاركه بغناء تلك الأغنية بصوتها في فيلمه الأخير «لست ملاكاً» سنة 1946.

استمع إليها الموسيقار محمود الشريف وهي تؤدي أغنية «القمح» فتشجع وقدم لها لحن أغنيتها الشعبية الشهيرة التي أحدثت ضجة وصارت مطلوبة من مستمعي الإذاعة وهي أغنية «يا عطارين دلوني… الصبر فين أراضيه».

غنت بعد ذلك من ألحان أحمد صدقي «يا محير دمع عينيك»، و«خايف عليك م الهوى»، وشاركت في البرنامج الغنائي «عظمة الرسول» مع محمد عبد المطلب وكارم محمود ومحمد رشدي، ثم شاركت عام 1975 في حفل أضواء المدينة مع شادية، عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة.

ومما اشتهرت به أحلام أيضاً الأغاني التي تبث عادة من الإذاعة في الصباح الباكر مثل أغنيتها «يا نسمة الصباح» تلحين فؤاد حلمي، وأغنيتها الأخرى «اصحى يا محبوبي» تلحين سيد مكاوي.

كما اشتهرت بالأغاني الوصفية مثل «الدنيا حلوة» تلحين محمود الشريف، و«الدنيا في إيدي» تلحين رياض السنباطي. إلى ذلك غنت للأسرة والطفل، بل كانت أول مطربة تغني عن الطفل في مهده، فاستحقت لقب «مطربة الأسرة» قبل فايزة أحمد، وحظيت في عام 1961 بجائزة منظمة اليونيسكو للأغنيات التربوية.

دخلت أحلام السينما ابتداءً من خلال مشاركتها في الأفلام بالصوت دون الصورة عن طريق الدوبلاج، ونجد هذا في فيلمها الأول «هذا جناه أبي» (إخراج بركات وقصة يوسف جوهر وبطولة صباح) الذي عرض عام 1945. كما نجده في فيلمها الثاني الطائشة - 1946 من إخراج إبراهيم عمارة وبطولة فاطمة رشدي وحسين رياض.

بعد هاتين التجربتين قامت سنة 1949 ببطولة فيلمين هما: «المرأة» و«المرأة شيطان» وكلاهما للمخرج عبد الفتاح حسن، ثم اختتمت مشوارها عام 1951 ببطولة فيلم «البنات شربات» لحلمي رفلة.

Email