من إكسبو إلى «كوب 28»

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثلت الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال مشاركة سموه في «منتدى الاقتصادات الرئيسية الخاص بالطاقة وتغير المناخ» الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن تأكيداً جديداً على الأولوية التي تعطيها دولة الإمارات العربية المتحدة على أعلى المستويات لقضايا البيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، بوصفها واحدة من أخطر الظواهر التي تواجه العالم وسيكون لها تكلفة كبيرة على الاقتصاد العالمي وحياة الإنسان والتنوع البيئي، كما أكد سموه.

لقد رسمت كلمة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، خريطة الطريق أمام دول العالم لمواجهة هذه الظاهرة والتي تقوم بالأساس على تسريع الجهود والعمل الدولي المشترك لمواجهتها، فمن دون هذا التعاون ومن دون التحرك السريع باتخاذ قرارات وإجراءات حاسمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث البيئة ستتفاقم خطورة الظاهرة على البشرية كلها.

وتأكيداً على دور الإمارات المهم والفاعل دولياً وتحملها لمسؤولياتها الدولية، جاء إعلان سموه بأن الدولة تخطط لاستثمار أكثر من 50 مليار دولار خلال العقد المقبل لمواجهة هذه الظاهرة، بعد أن استثمرت بالفعل أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة حول العالم.

ولا شك في أن دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، للمشاركة في هذا المنتدى الدولي المهم الذي يضم الاقتصاديات الرئيسية في العالم والخاص بالطاقة وتغير المناخ، بعد شهر واحد تقريباً من تولي سموه رئاسة دولة الإمارات، إنما يؤكد على حقيقتين مهمتين، الأولى هي التقدير الدولي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والذي يولي أهمية كبيرة لقضايا التنمية المستدامة وحماية البيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي، فهو المهندس الفعلي لجميع المشاريع والجهود التي قامت بها الدولة في هذا الصدد، وهو القائد الحكيم صاحب الرؤية السديدة التي تجعله سموه محل تقدير وثقة جميع القادة والزعماء.

والثانية، هي التقدير العالمي لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت الدولة الرائدة في المنطقة في كل ما يتعلق بالتنمية المستدامة والرخاء والتقدم والسلام، والدولة التي تقود المنطقة برمتها إلى مستقبل أفضل، والذي تجسد واضحاً في التصويت الساحق لمصلحة استضافة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي.

ولا شك أن استضافة هذا المؤتمر الدولي المهم يأتي استكمالاً لمعرض إكسبو 2020 الذي استضافته مدينة دبي على مدى ستة أشهر وأبهرت من خلاله العالم بقدراتها التنظيمية وأفكارها الإبداعية وقدرتها على حشد العالم كله لما فيه مصلحة البشرية، فالحدثان الدوليان يرتبطان بفكرة الاستدامة ويعملان من أجلها، ومن هنا جاء التوجيه الحكيم لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة مؤتمر الأطراف «COP28» في «إكسبو» كونه موقعاً استثنائياً شكل وجهةً متميزةً جمعت العالم على أرض دولة الإمارات خلال 6 أشهر، والاستفادة من النجاحات المبهرة التي حققها «إكسبو».

ومثلما أعدت الدولة جيداً وبشكل مسبق لضمان النجاح الباهر لـ«إكسبو 2020»، يجري الإعداد منذ الآن لمؤتمر تغيير المناخ ليكون «كوب 28» أيضاً الحدث الذي يغير وجهة العالم ويحقق أهدافه الحقيقية في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد البشرية، ولتكون الإمارات هي الدولة التي ترسم مسار الأمل للبشر جميعاً.

 

Email