قصة فنانين تخرجوا في كليات الزراعة

أول كلية للزراعة في مصر والشرق الأوسط كانت كلية الزراعة بجامعة القاهرة التي تحولت من مدرسة عليا إلى كلية جامعية عام 1935.

تلتها كلية الزراعة بمدينة دمنهور التي انتقلت في عام 1947 إلى مقرها الحالي بجامعة الإسكندرية. بعد ذلك شهدت القاهرة ظهور كلية ثانية للزراعة عام 1950 مع تأسيس جامعة عين شمس.

أما كلية الزراعة التابعة لجامعة الزقازيق فقد افتتحت عام 1958 كمعهد عال زراعي، وتحولت إلى كلية للزراعة تابعة لفرع جامعة عين شمس بالزقازيق عام 1969 إلى أن انضمت إلى جامعة الزقازيق بعد تأسيس الأخيرة عام 1974.

لكن ما علاقة كل هذا بالفن؟

الغريب أن ثلة من أشهر فناني مصر بدأوا حياتهم الدراسية بالالتحاق بكليات الزراعة هذه، لأسباب منها أصولهم الريفية، وتخرجوا فيها بالفعل، لكن ظروف الحياة الصعبة ومشقة الحصول على وظيفة تناسب تخصصهم الزراعي، واكتشافهم لمواهبهم الفنية من خلال التمثيل على خشبة المسرح الجامعي اجتمعت مع بعضها البعض لتدفعهم إلى ترك شهاداتهم الجامعية على الرف وتوجههم نحو عالم الفن والشهرة والأضواء.

من هؤلاء عادل إمام الذي تخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1962 متخصصاً في علم الإنتاج النباتي، وجورج سيدهم (ت: 2020) الذي تخرج في كلية الزراعة بجامعة عين شمس عام 1961 وكانت بدايته الفنية من خلال فقرة تلفزيونية بعنوان «دش بارد» عام 1961 حينما كان يعمل مهندساً زراعياً في منطقة «أبيس» بالقرب من الإسكندرية.

والفنان صلاح السعدني خريج كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1967، الذي تعرف على عادل إمام في كليته ومثل معه على خشبة مسرحها، قبل أن يحترف مع الأخير الفن، ونجم الكوميديا سمير غانم (ت: 2021) الذي تخرج في كلية الزراعة بجامعة عين شمس قبل أن يلتحق بفرقة «ثلاثي أضواء المسرح» عام 1963.

والفنان الكبير محمود عبد العزيز (ت: 2016) الذي تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في تخصص «الحشرات الاقتصادية»، ثم نال درجة الماجستير في تربية النحل، وكان إبان دراسته من نشطاء فريق المسرح بكليته، قبل أن يدخل الفن من خلال المشاركة في مسلسل الدوامة سنة 1973 مع محمود يس ونيللي، وأخيراً الفنان القدير سيد عبد الكريم (ت: 2012) الذي تختلف قصته عن البقية.

حيث إنه بعد حصوله على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية واصل دراسته حتى نال درجتي الماجستير والدكتوراه، ثم صار أستاذاً جامعياً في تخصص علم مقاومة الآفات الزراعية بجامعة بنها، وأثناء ذلك جذبه العمل في الفن الذي عشقه منذ سنوات طفولته المبكرة وكان يمارسه من خلال المسرح المدرسي.

فشارك لأول مرة في مسلسل «الشهد والدموع» عام 1983، متقمصاً دور «عربجي» دون أن يخجل من الدور أمام طلبته. وهكذا «كان زملاؤه في الجامعة يعتبرونه أستاذاً جامعياً بدرجة فنان، بينما زملاؤه في الوسط الفني يتعاملون معه على أساس أنه فنان بدرجة أستاذ جامعي.

ومن الفنانات اللواتي ينطبق عليهن كلامنا هذا، الفنانة دلال عبد العزيز (ت: 2021) التي نالت بكالوريوس الزراعة عام 1977 من جامعة الزقازيق، لكنها فضلت الاشتغال بالفن من خلال بعض الأدوار الصغيرة مثل مسلسل»بنت الأيام" قبل أن تنطلق في عالم النجومية وتتزوج سمير غانم في عام 1984. ومنهن أيضاً الفنانة القديرة محسنة توفيق (ت: 2019).

فهي الأخرى حصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة عام 1968 قبل أن تدخل عالم الأضواء من خلال تعاونها مع المخرج يوسف شاهين في مجموعة أفلامه المعروفة، ناهيك عن مشاركتها في عدد من المسلسلات التلفزيونية الشهيرة مثل ليالي الحلمية والشوارع الخلفية وأم كلثوم والوسية والعصفور واللص والكلاب.

ومن خريجي الزراعة الذين تألقوا في عالم الإخراج السينمائي المخرج محمد فاضل الذي تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية عام 1960 وكان من نجوم التمثيل في كليته، وهو ما حدا به لدراسة الإخراج السينمائي وهو على مقاعد كلية الزراعة.