كان صديقاً مخلصاً لمصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون كتبوا وسوف يكتبون عن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن سيرته وحياته وإنجازاته، لكن في هذه السطور سوف أركز على علاقة الشيخ خليفة، يرحمه الله، مع مصر، وكيف استمرت العلاقات المصرية الإماراتية في عهده قوية وراسخة، مثلما كانت في عهد والده مؤسس الإمارات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومثلما سوف تستمر في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.

الشيخ خليفة تولى مقاليد الحكم في عام 2004 بعد وفاة الشيخ زايد، وطوال فترة حكمه منذ هذا الوقت وحتى وفاته يوم الجمعة الماضي، فإن العلاقات المصرية الإماراتية كانت نموذجاً للعلاقات العربية العربية المتينة والتي لعبت دوراً كبيراً في الحفاظ على الأمن القومي العربي، في فترة تعرض النظام الإقليمي العربي لضربات كثيرة من الداخل والخارج.

ورث الشيخ خليفة من والده الشيخ زايد علاقات متميزة مع كل البلدان العربية، خصوصاً مصر، والمعروف أن الإمارات لعبت مع السعودية دوراً بارزاً في دعم المجهود الحربي لمصر وسوريا خلال حرب أكتوبر المجيدة.

علاقة الشيخ خليفة بمصر كانت متميزة مثل علاقة والده وبقية أشقائه، خصوصاً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.

الشيخ خليفة وحينما كان ولياً للعهد زار مصر والتقى مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما زار الجبهة المصرية في حرب أكتوبر بتوجيهات من الشيخ زايد للوقوف على احتياجات مصر ودعمها في الحرب المقدسة لتحرير الأرض وله صور كثيرة مع عبد الناصر وفيديو شهير وهو يحضر حفلاً لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.

طوال سنوات حكم الشيخ خليفة ترسخت العلاقات الإماراتية المصرية، بصورة كبيرة، وكان الموقف الإماراتي بجانب السعودي حاسماً وفاعلاً بعد ثورة المصريين في 30 يونيو 2013 حينما تمكنوا من إسقاط حكم جماعة الإخوان.

هذا الموقف الإماراتي الحاسم استمر قوياً وفاعلاً بعد الثورة، حيث وقفت الإمارات بجانب مصر دبلوماسياً واقتصادياً وسياسياً. وهو الأمر الذي كان محل تقدير وترحيب الكثير من المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ولذلك لم يكن غريباً ما جاء في نعي رئاسة الجمهورية المصرية للشيخ خليفة حينما قالت: «فقدت الأمة العربية أحد رموزها، زعيماً حكيماً وهب حياته لبلاده، ومد أيادي الإمارات البيضاء بالبناء والدعم والتعاون لسائر دول الأمة العربية والإسلامية، امتداداً لتاريخ طويل من العطاء أرساه والده حكيم العرب الشيخ زايد، وليسطر صفحات جديدة من الخير والنماء ولتحقق الإمارات في عهده نهضة وحداثة يشهد لها العالم. إن مصر قيادة وحكومة وشعباً لم ولن تنسى مواقف الشيخ خليفة الأخوية والداعمة في أدق الظروف».

ولم يكن غريباً أيضاً أن تعلن مصر الحداد الرسمي لثلاثة أيام حزناً على الراحل الكبير، ولم يكن غريباً أيضاً أن ينعى الرئيس السيسي بنفسه على صفحته على الفيسبوك الفقيد الراحل جاء فيه: «أنعى بخالص الحزن والأسى رجلاً من أغلى الرجال وقائداً من أعظم القادة بعد رحلة طويلة من العطاء قدم فيها الكثير لبلاده وأمته، حتى صارت الإمارات نموذجاً للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم».

السيسي الذي توجه لأبوظبي ليقدم العزاء بنفسه قال عن الشيخ خليفة أيضاً: «كان محباً لمصر بحق وصديقاً مخلصاً في كل الظروف والأحوال».

ليس جديداً التأكيد على أن العلاقات المصرية الإماراتية جيدة وقوية منذ اللحظة الأولى لقيام اتحاد الإمارات عام 1971، وحتى هذه اللحظة، وليس جديداً أن العلاقات الشعبية، لا تقل قوة ورسوخاً عن العلاقات الرسمية، وليس جديداً أن هذه العلاقات حجر الأساس في العلاقات العربية العربية، ويشكل البلدان مع السعودية حجر الأساس في النظام الإقليمي العربي في الوقت الراهن.

Email