وداعاً قائد مسيرتنا المباركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترجل الفارس النبيل، قائد مرحلة التمكين، وراعي مسيرة التطوير والتحديث لوطننا الغالي، الوالد الحنون والقائد الفذ الذي ترك بصمات لا تنسى وإنجازات لا تحصى لخدمة شعبه وأمته وكل شعوب الأرض قاطبة.. رحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي عمل بإخلاص وتفانٍ لرفعة الإمارات وإعلاء شأنها بين الأمم، ووضع سعادة المواطنين ورفاهيتهم في قلب أولوياته، حتى أصبحت الدولة نموذجاً مضيئاً لكل الأمم الساعية للتطور والتحديث والرفاهية.

إنه شعور صعب لا يقوى كثيرون على تحمله حينما نفقد رمزاً وطنياً وقائداً إنسانياً بحجم المغفور له الشيخ خليفة، ترك بصماته المضيئة في كل ركن من أركان نهضة دولتنا المباركة، وقاد بحكمة سياستها الخارجية التي جعلت منها صديقاً وفياً لجميع دول وشعوب العالم، وامتدت أياديه البيضاء بالخير إلى كل بقعة من بقاع المعمورة.

لم يكن المغفور له قائداً استثنائياً فحسب، قاد سفينة الوطن باقتدار بعد رحيل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووصل بها إلى أعلى مستويات التنمية والتطور، ولكنه كان قائداً إنساناً يعامل جميع المواطنين كأبناء وليس فقط كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، كان مؤمناً إيماناً مطلقاً بقدرة أبناء الإمارات على صنع الريادة والتميز، فأطلق مرحلة التمكين، التي تتمحور في تمكين المواطن الإماراتي في مختلف نواحي الحياة، وأطلق قدراتهم وطاقاتهم التي تفجرت إبداعاً في كل مجال حتى وصلت الإمارات إلى ما هي عليه اليوم من تقدم وريادة، ما جعلها نموذجاً تسعى كثير من الدول للاقتداء به.

ليس هنا المجال لكي نعدد إنجازات المغفور له الشيخ خليفة ولا صفاته النبيلة، فهذه تحتاج إلى مجلدات، ولكن فقدان قائد بهذه الحكمة والإنسانية والنبل، قائد جعل منهجه وفلسفته ومدرسته هي الإنسان، هو أمر ليس بالهين، ومصاب جلل، ولكن ما يخفف من حجم الألم والغصة، أن هذا القائد الحكيم ترك خلفه دولة راسخة البنيان يشار إليها بالبنان في العالم كله في الرقي والتقدم والحضارة، وترك شعباً محباً لقيادته وملتفاً حولها يدين لها بالولاء المطلق لتواصل انطلاقتها بثقة نحو المستقبل المشرق الذي تنشده في الخمسين عاماً المقبلة، والأهم من كل ذلك، أنه ترك قيادة رشيدة تسير على النهج نفسه وتمضي بقوة على طريق تعزيز قوة الدولة في العالم كله.

لا نملك إلا التسليم لقضاء الله عز وجل، والدعاء الصادق لهذا القائد الوالد الذي أعطى لشعبه وأمته الكثير، سائلين الله عز وجل أن يرحمه ويغفر له ويجزيه خير الجزاء نظير ما قدم لشعبه ووطنه وكل شعوب الأرض، و((إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون)).

Email