العبرة بالخواتيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عام 2008 قرر بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الاستقالة من منصبه وتفرغ لأعماله الخيرية، وودع موظفيه قائلاً إنه قدم كل ما لديه ويودُ الآن أن يتيح الفرصة لمن يستطيع أن يضيف أفكاراً نوعية تتناسب مع تطور وازدهار هذه الشركة. 

أي وظيفة تعمل بها ما هي إلا تبادل منفعة واكتساب خبرات، فأنت تدفع ثمن الوقت والجهد مقابل المال والمناخ المريح والبيئة المحفزة على العطاء. ولكن هل هذا العطاء لا يزال مستمراً؟ وهل مازلت تشعر بالانتماء في بيئة العمل؟ أم أصبح وجودك باهتاً ومخيباً؟ 

مع الأسف بعض الأشخاص لا يتقنون اختيار توقيت الوداع، لذا يظل المسؤول والمدير أو الموظف قابعاً في الدائرة لسنواتٍ طويلة متغاضين عن سوء المعاملة والمشكلات المستمرة، رافعين بذلك سقف التوقعات حتى يصدمون بسقف محدود لا يتجاوز رؤوسهم. 

في الواقع نسينا أعمال بعض المبدعين وأصحاب الإنجازات اللافتة فقط لأنهم لم يحسنوا اختيار توقيت الرحيل وكانوا غير مدركين أن العبرة بالخواتيم. فما هي المؤشرات التي تدعونا لتوديع أماكن العمل وتعلمنا متى نرحل في الوقت المناسب؟ 

أولاً يصبح الرحيل واجباً إذا فقدت المتعة والرغبة في العمل، وبدأت تعتبر تكليفك بالمهام عبئاً ثقيلاً، ثانياً عندما تتبدد الابتسامات والاحترام في حضورك وتتحول إلى عبوس ولا مبالاة فهذا يعني أنك لم تعدّ مهماً ولم يعدّ لوجودك أية معنى أو قيمة. ثالثاً إذا تشابه حضورك وغيابك عند المسؤولين فأنت تعتبر بالنسبة لهم باختصار «كمالة عدد» لا أكثر، رابعاً إذا زاد عدد خصومك وأعدائك في بيئة العمل، بحيث تصبح بيئة سامة وجَوُّها مشحوناً بالسلبية والنزاعات. 

إذاً، تذكر أن اختيار توقيت الرحيل مهم لأنه إن لم تستعجل في اختيار الوقت المناسب للرحيل، ستُجبر على اتخاذ قرار الرحيل مجبراً في الوقت الذي لا يناسبك.

Email