عيد التسامح والسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يهل علينا عيد الفطر المبارك بالبهجة والسرور تتويجاً لشهر الصيام، حيث يمثل فرحة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وسيكون هذا العام غير العامين الأخيرين، حيث يعيش الناس حياتهم الطبيعية بعيداً عن القيود.

وهو مناسبة للتواصل وفق الإجراءات الاحترازية، ونشر التسامح والمحبة والسلام.

العيد يعود هذا العام مع بشائر التعافي من جائحة كورونا، في الوقت الذي نحتفل فيه بالتعافي التدريجي من الوباء، من الضروري أيضاً أن نحتفل فيه بنشر السلام والوقوف في وجه أعمال الكراهية، ونتمنى أن يمتد التعافي بشكل أفضل من أجل عالم أكثر إنصافاً وسلماً، عالم يرفض كل مفاهيم العنف والكراهية، والعنصرية والتطرف، ويحرص على نشر التكافل والتضامن بين الناس، وبطريقة تتسم بالجدية، ونتمنى أن يكون العيد مناسبة خير وسلام وازدهار على الشعوب المحتفلة وشعوب العالم أجمع.

إن عالمنا اليوم في أمس الحاجة إلى التسامح والحوار البنّاء أكثر من أي وقت مضى، والعيد من أفضل المناسبات الدينية والاجتماعية التي تتجلى فيها روح التواصل والتراحم والتسامح، فهو يأتي بعد صيام شهر رمضان الكريم، الذي تتطهر فيه القلوب وتسمو فيه الروح، ويعود كل فرقاء ومتناحرين إلى رشدهم لتتصافى النفوس، ومن الضروري أن نستلهم معاني هذا العيد، فتتلاقى كل الإرادات على التعاون والتضحية للخروج من الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية، وعسى أن يتحقق للعالم المعنى الحقيقي للعيد، ليحل السلام في ربوعه مع صمود الهدنة في اليمن وإبعاد شبح العنف عن ليبيا وسوريا، فمجمل الحروب والنزاعات لم تصل إلى انتصارات حاسمة، بل إنها تحولت إلى حروب استنزاف سرقت البهجة من عيون الأطفال، وأدت إلى التدمير العبثي لكل ما هو جميل في هذا العالم.

Email