لا شك أن الحل السياسي في الشكل المعتمد دولياً استنفد عملياً كل الأساليب، فسوريا بحاجة مُلِحّة لإيجاد حلول ملموسة وفعالة تنهي الأزمة عبر تبني منهجٍ عملي ومنطقي يسهم في معالجة التحديات الأمنية، عبر خفض التصعيد والتوصل لوقف إطلاق النار في كافة أنحاء البلاد، بما يفتح كوة للأمل أمام السوريين الذين يعانون ويلات الحصار الاقتصادي من ضمنها انعكاسات انخفاض القوة الشرائية للعملة الوطنية، بفعل الصعوبات والمشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية التي أنتجتها الحرب.
الأزمة السورية تشهد رغم العديد من المبادرات حالة انسداد كبير إثر الاستقطاب والانقسامات القائمة بين الدول، فالعالم الذي يعيد ترتيب أوراقه على وقع المتغيرات الجديدة في المشهد الدولي، عليه أن يكون مدركاً لطبيعة الوضع الحالي للأزمة السورية، وأنها اختلفت عن السنوات السابقة، فالقواعد توضع في سوريا وحدها، وأنه لا مجال للتجاذب الدولي والإقليمي حول ماهية الحل السياسي المراد الوصول إليه، فعلاج ما يحدث في سوريا يجب أن يأتي من الداخل، ويمكن للدول العربية أن تلعب دوراً مهماً جداً في دعم جهود التسوية السورية، وأن يعوا أهمية إعادة سوريا إلى محيطها العربي فقد دفعت ما يكفي من أثمان.
ومن الضروري أن يمد العرب يد العون لسوريا، فهي تحتاج لهم وتحتاج أيضاً لعمل دؤوب مخلص يترجم الإصرار والرغبة الحقيقية في المساعدة في تخطي الصعوبات وتجاوز التحديات، فهي بحاجة إلى فك الحصار الدولي المفروض عليها، ودعمها بالأموال العربية لإعادة الإعمار، بعدما باتت في مواجهة السوق العالمية المغلقة في وجهها، خاصة أنّ عملية التنمية المعتمدة على نظام دولي واجهت الكثير من الإخفاقات نتيجة التجاذب الدولي والمصالح الضيقة.