السودان إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن المشهد الراهن في السودان يمثل ذروة الانسداد في ظل فشل النخبة السياسية في بلورة مشروع وطني جامع، وعدم الانتقال من مربع المشاورات والمبادرات إلى طرح مشاريع للحل، بحرص البعض على إعادة إنتاج ذات المتسببين في الأزمات وسلك طريق المناورات وخلط الأوراق.

مشكلة السودان لا تتعلق بالأطراف الفاعلة في المشهد السياسي، وإنما في العقلية السياسية التي تدير المشهد، حيث لا توجد ثقافة حقيقية للحوار بل هناك دائماً لغة التخوين والكراهية هي السائدة وهي المسيطرة، ما أدى إلى نسف كل المبادرات بما فيها الأممية، ما تسبب في إهمال المواطن السوداني ومعاشه وخدماته الأساسية وانشغلوا بالصراع على المناصب دون إيجاد صيغة مشتركة تسهم في إنهاء الاحتقان السياسي في البلاد.

السودان أمام مفترق طرق وقد ينزلق في ظل هذه المعطيات غير المبشرة بالخير، إلى مسار يصعب احتواؤه في ظل وجود مؤشرات التشظي والانهيار الاقتصادي، ولا شك أن الشعب الذي صبر كثيراً على هذه الانقسامات والتي زادت من تردي أعبائه المعيشية، لم يعد قادراً على الصمت على اعتبار أنّ للصبر حدوداً، لذلك؛ لتفادي أي انفجار اجتماعي وشيك من الضروري إيجاد حل عاجل لهذه الأزمات قبل فوات الأوان بتشخيص دقيق للأزمة، وتفكيك جذور المشكلات وتعقيداتها، وتصحيح الأخطاء وتلافي القصور.

وغني عن القول، أن السودان اليوم في أمسّ الحاجة إلى عملية سياسية شاملة وعاجلة، لوقف انزلاقه إلى الهاوية، ومن الأهمية توحيد مبادرات حل الأزمة، وأن يسمو الجميع عن الصغائر وإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية، ومحاولة إيجاد الطرق المثلى لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوداني في الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وإعادة البلاد إلى سكة الانتقال المدني الديمقراطي.

Email