يدلي الناخبون الفرنسيون بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الثانية الحاسمة لانتخابات الرئاسة التي يحضر فيها نفس الثنائي المتنافس في العام 2017، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.

 لكن هذه المرة تختلف الظروف والمعطيات عن سابقتها، فلوبان باتت تمثل تهديداً لماكرون، وسط تقارير عن عزوف عدد من الفرنسيين عن التصويت، ما يصعب المهمة أمام ماكرون، إلا إذا قرر الفرنسيون عكس ذلك وصوتوا بكثافة تفادياً لانحدار البلاد إلى المجهول، في حال فوز لوبان، على اعتبار أنها تنتهج برنامجاً متشدداً قد يؤدي إلى تقسيم المجتمع.من الصعب التكهن بنتائج الجولة الثانية من الانتخابات، ولكن هناك إجماعاً على أن فوز لوبان سيشكل صدمة ذات عواقب متعددة لفرنسا وعلاقتها مع العالم، حيث يدافع ماكرون عن حرية التجارة وتعميق الإندماج الأوروبي، فيما تدين مرشحة اليمين المتطرف الهجرة والعولمة.

ولا يمكن إغفال أيضاً نقطة مهمة حاسمة أيضاً في الاقتراع، ويتعلق الأمر بـ7.7 ملايين ناخب دعموا لوك ميلينشون، الزعيم اليساري الذي حصل على المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات، فهذه الأصوات كفيلة أيضاً بحسم المعركة، لكن مع إعلان 37 في المئة من مؤيدي ميلينشون، زعيم حزب «فرنسا الأبية»، عزوفهم عن التصويت، فإن الأمور في صالح ماكرون على اعتبار أن الممتنعين من المتشددين.

 كما أن الأقليات المهاجرة في فرنسا من مسلمين وديانات أخرى عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أية انتخابات، لكن خلافاً للانتخابات السابقة، هناك توجه للتصويت لصالح ماكرون بالرغم من أنه لم يحقق التغيير الذي يحلمون به على مستوى الإصلاحات الداخلية، إلا أنهم من المؤكد سيلتفون حوله، ليس حباً فيه، وإنما لمواجهة خطر التطرف والتشدد.