السلام المستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخيراً بدأنا نرى تحولاً جديداً في مسار الأزمة باليمن، باحترام الحوثيين مسار الهدنة في رمضان، حيث إن صوت معسكر السلام لا يزال أعلى من صوت معسكر الحرب، ما يبشر بتطورات جديدة تصب في تحقيق السلام، فهذه المعطيات الإيجابية تعد فرصة حقيقية للجميع للعمل بروح مختلفة وصادقة من أجل صنع السلام الحقيقي الذي يصمد أمام كل المطبات، وليس السلام الظرفي، فاليمن بحاجة إلى السلام المستدام.

الشعب اليمني الذي عانى كثيراً من الانقلاب الحوثي على الشرعية، يحتاج اليوم للعقل والحكمة والتخلي عن كل نزعة انقسامية، مذهبية كانت أو مناطقية، وسيتطلب الأمر قرارات شجاعة وصادقة ورغبة حقيقية في السلام، فالاستمرار في الحرب لن يكون في صالح الجميع، فالانتصار الحقيقي لن يكون عبر المعارك، وإنما باحترام خيارات الشعب في الجمهورية والوحدة والديمقراطية.

أثبتت تجربة السنوات الماضية منذ توقيع اتفاق استوكهولم فشل الاتفاق في عودة مؤسسات الدولة إلى الحديدة وخروج الميليشيا منها، بل زاد الصراع والدمار وزادت الخروقات، لذلك فأي اتفاق بحاجة إلى صدق النوايا للوصول إلى سلام حقيقي عادل قادر على أن يستقر ويستعيد الدولة ويحقق آمال الشعب في العيش بأمان.

لا شك أن أي حل سياسي، في أي مكان، في أي صراع، هو أمر بالغ الصعوبة، لكن هناك متغيرات جديدة في اليمن تعطي نبرة تفاؤلية بأن القادم أحسن، فالمرحلة الحالية هي مرحلة سلام، ويفترض أن يتجاوز الجميع إفرازات الحروب والانقلابات، وتعدد مصادر القرار، بالحرص على تقديم كل ما يمكن أن يسهل إنجاح المشاورات على أساس قاعدة صلبة، بتطبيق مرونة وتنازلات، ما سيساهم في تحقيق شراكة دائمة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، كونها الخارطة الأسلم لعودة الاستقرار إلى اليمن.

Email