رأى

العراق.. أزمات مزمنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمثل الأزمات السياسية المتكررة التي ابتُلي بها العراق، تجليات منطقية لخلل في المنظومة السياسية، في ظل اللجوء إلى عملية ترقيع، دون معالجة الأسباب الجذرية، حيث إن المشهد السياسي، ساعد في تغذية صراعات تظهر وتختفي في كل مناسبة، فالخلل تحول إلى أزمة مزمنة، من شأنها أن تُطيح بالبنية السياسية القائمة، إذ إن الانسداد حول انتخاب رئيس الجمهورية وسط تأزم سياسي متواصل، لم يكن الأول، فقد حدث عدة مرات، في صراع علني على مراكز القوة والنفوذ والسلطة.

ولا شك أن المحاصصة الحزبية متشبثة بالبقاء، وترفض المغادرة، رغم المحاولات والدعوات المستمرة إلى نبذها، فالانسداد السياسي بغياب التوافق الداخلي بين المكونات والأحزاب، وتأخر استحقاقات دستورية عن مواعيدها المُحددة، بعد مضي أكثر من 6 أشهر على إجراء انتخابات مُبكرة، أفقد هذا البلد فرصاً كانت متاحة للنهوض.

وغني عن القول، إن استمرار الأزمة السياسية، قد يؤدي بالبلد نحو متاهات خطرة، يكون الجميع خاسراً فيها، وعلى الجميع التعلّم من أخطاء الماضي، التي أوصلت البلاد إلى طريق مسدود، ومآسٍ ذاق لوعتها جميع العراقيين، فالتعطيل الدستوري، يسبب تلكؤ الخدمات، ويعمق الفجوة بين الشعب ونظامه السياسي، ما قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي يصعب احتواؤه.

في ظل حالة الإحباط التي يعيشها الشعب من غلاء وفقر، إضافة إلى حل البرلمان، لذلك، فإن أمام جميع القوى السياسية اليوم مسؤولية وطنية وأخلاقية، في رص الصف، وإحداث تغيير ملموس في سلوك جميع الأطراف، فلا مجال لاستمرار الخلافات السياسية بين الطبقة السياسية، بإظهار روح الفريق، الذي يعطي إشارات إيجابية للشعب الذي مل من التصدعات، ومن الضروري العمل على تقوية الجبهة الداخلية، والشروع بتشكيل حكومة وطنية مُقتدرة فاعلة، تحمي مصالح البلد، وتحرص على تحقيق عدالة توزيع الثروة.

Email