حيّاكمـ

المياه والأمن الغذائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه المزيد من المناطق في العالم مشكلة شح المياه، وهي بذلك تواجه مخاطر انهيار تدريجي في طاقتها الإنتاجية نتيجة ممارسات زراعية غير مستدامة ما قد يؤثر على الأمن الغذائي إذ إن هناك ارتباطاً وثيقاً بين المياه والأمن الغذائي.

فالزراعة هي أكبر مستخدم للماء على الإطلاق، إذ تحصل على 69 % من جميع كميات المياه المسحوبة في العالم، لذلك فقد حرص «إكسبو 2020 دبي» على تخصيص الأسبوع العاشر والأخير للمياه بهدف استكشاف كيف يمكن للبشرية الحفاظ على هذا المورد المحدود اللازم لبقاء الحياة، ومشاركة أفضل الممارسات التي تكفُل مياهاً نظيفة وآمنة للجميع، حيث إن هناك حاجة ماسة للنظر في استدامة المياه من منظور «نظام الإدارة»، بدلاً من منظور «الموارد» للحفاظ على الكمية الكافية من المياه بالجودة المطلوبة لقطاعات التنمية المختلفة، بأقل التكاليف من خلال فهم عمیق لأبعاد المشكلة وتأثيراتها العالمية وإیجاد سياسة عالمية موحدة بخصوص إدارة المياه والحفاظ عليها بصورة أفضل في مواجهة تغير المناخ.

وبالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الدول في زيادة وتعظيم مواردها المائية من خلال اللجوء إلى مصادر المياه غير التقليدية، فإنها لا تزال تواجه عجزاً خطيراً في المياه مع كثرة التحديات التي تواجهها العديد من البلدان اليوم من نزاعات طال أمدها وندرة في الموارد الطبيعية وحالات جفاف متكررة، إضافة إلى الضغوط المتزايدة على موارد الغذاء، بما في ذلك التوسع السكاني والنمو الاقتصادي وتغير المناخ، تستدعي وضع سياسات تكفل الأمن الغذائي.

وغني عن القول إن ضمان إنتاجية المياه واستدامتها أمر لا مفر منه لخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه والجوع وسوء التغذية في العالم، فمن الضروري اتخاذ خطوات جادة باتجاه إعداد إستراتيجية عالمية شاملة بعيدة المدى، تعنى بقطاع المياه، حيث إن توفير المياه يمثل العمود الفقري لإنتاج الغذاء والأمن الغذائي في العالم.

Email