التحدّيات.. المواجهة والتجاوز ومواصلة المسيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ومضة قيادية متميزة نشرها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على حسابه في «إنستغرام» من خلال وسمه المتميز «ومضات قيادية» أطلّ علينا صاحب السمو بنبرة صوته الواثق وقوة الفكرة وذكاء الصورة ليشحذ الهِمم، ويعيد ترتيب الأولويات، ويعمل تقييماً للسنوات العشر الماضية وما تم خلالها من إنجازات متميزة كانت علامة فارقة في مسيرة الدولة، وهو ما يحرص سموّه على مواصلة الحديث فيه ضمن رؤية شديدة التركيز، واضحة المعالم، دقيقة الصياغة من أجل ضمان سلامة المسيرة، ودفعها نحو مزيد من الألق والإنجاز والإبداع.

«أنجزنا في هذه العشر سنين إنجاز عظيم، ولكن الطموحات أكبر» بهذه النبرة الواثقة يفتتح صاحب السمو هذه الومضة، حيث أشاد بالمنجز المتميز للدولة خلال السنوات العشر الماضية تحديداً، وحين يصف صاحب السمو هذا الإنجاز بكونه إنجازاً عظيماً فهذا يعني أن هذه المنجزات قد بلغت الذروة في التميز وعمق الأثر على مسيرة الدولة وإرساء معالم النهضة، فصاحب السمو مقتصد جداً في عبارات التقييم للمنجزات، ونادراً ما يصدر عنه مثل هذه العبارة التبجيلية في تقييم مرحلةٍ ما من مراحل البناء والإعمار، ولذلك احتاط فوراً على هذا التقييم حين استدرك بحرف الاستدراك «لكن» فقال: لكن الطموحات أكبر، وذلك من أجل ألّا يحصل الركون لهذا المنجز وتتراخى قبضة العزيمة، ويتباطأ إيقاع العمل، فهو الحريص جداً على التذكير الدائم بأن الطموحات أكبر من المنجزات وذلك لضمان قوة المسيرة وتفردها وقدرتها على المواصلة والإنجاز.

«هذي السنين الجايه فيها تحديات، ولكن نحن إذا تباطأنا نتراجع» وبهذا الوضوح القوي يؤكّد صاحب السمو أنّ المرحلة القادمة حافلة بالتحديات، وهذا يعني ضرورة الاستعداد للمواجهة، ويحذر بأسلوبه الخاص من غائلة التباطؤ، وأنّ حصوله، لا سمح الله، لا يعني سوى التراجع، ومعروف من سياسة صاحب السمو أنه لا يعرف التراجع مطلقاً في جميع مراحل حياته، وما هذه المسيرة المكللة بالمجد والتميز إلا ثمرة التصميم وعدم الخوف من التحديات، والانخراط القوي في مواجهتها وتذليل جميع ما يعترض الطريق من العقبات، لتظل المسيرة في مسارها الصحيح وفاعليتها التي لا تعرف التراجع والنكوص.

«نقول الحقيقة ولا نجامل أحدْ، ولا نخاف من أحد، وما نستحي، اللي وصلنا فيه شيء جيد جدّاً ويحسدوننا الكثير عليه»؛ في هذا المقطع المشحون بنبرة القوة والفخر المتواضع يفتخر صاحب السمو بقيمة المنجزات خلال المرحلة السابقة، ويفصح عن مشاعره الصادقة من دون أدنى إحساس بالمجاملة أو الخوف من النتائج مؤكّداً أنّ منجزات المرحلة السابقة تستحق تقييم جيد جداً، وهذا تقييم مرتفع جداً في قاموس صاحب السمو فهو ليس من المسرفين في عبارات المدح والثناء بل يتعمد دائماً الاقتصاد في تقييم المنجزات من أجل البقاء في دائرة الأمان والسعي الحثيث المتواصل نحو مزيد من الإنجازات المتفردة التي جعلت من دولة الإمارات دولة متميزة على مستويات عالمية جعلت كثيراً من الشعوب تنظر إليها بعين الغبطة التي تقترب من مشاعر الحسد بسبب ما وصلت إليه من مراحل التقدم في عدد كبير من المؤشرات الحضارية التي يتنافس على تحقيقها العالم الحديث المتقدم.

«وهذه التحديات بنعمل كلنا كفريق واحد عشان نحلّ هذه التحديات، ونمشي إلى الأمام» وإذا كان كل ما سبق من الومضة وصفاً للواقع وتقييماً له، فإن هذه الخاتمة القوية تعزز روح التحدي والمواجهة من خلال العمل كفريق واحد متجانس يعمل بكل كفاءة وعزيمة على تحقيق المستحيل من أجل حلّ هذه التحديات ومواصلة السير إلى الأمام، وهذا هو الهدف الأهم في فكر صاحب السمو: المواجهة والتجاوز ومواصلة المسيرة، فعلى هذه الثلاثية المتميزة تأسست سياسة صاحب السمو وفريق العمل الذي يتشرف بالعمل في معيته، ولولا هذه النظرة النافذة في الأمور والعزيمة الماضية مثل حدّ السيف لما وصلنا إلى هذه المنجزات التي يفتخر بها الوطن، وتغبطنا عليها الشعوب والأمم.

Email