لا شك في أن المياه هي حجر الزاوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد في العالم، حيث يشكل الأمن المائي تحدياً عالمياً نظراً للنمو السكاني والاقتصادي المتزايد، لذلك يحرص «إكسبو 2020 دبي» على الربط بين المياه والطاقة والغذاء في سعيه إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالبحث عن طرق ووسائل لإنتاج المياه من مصادر مستدامة، مع استغلال المناسبة، لاستعراض مجموعة من الأفكار الخلاقة والابتكارات، وأفضل الممارسات، التي تعمل بالفعل على توفير حلول لأبرز الملفات.

ومع تنامي عـدد سكان العالم وتسـارع وتيـرة التوسع الحضري إضافة إلى تداعيات تغير المناخ، فإن شبح شح المياه يهدد العالم، وهي حقيقة لا يمكن التغاضي عنها، مما يستدعي إدارة سليمة للمياه، للحد من الضعف وبناء القدرة على الصمود بحماية الموارد الطبيعية، حيث إن المال لا يستطيع وحده مواجهة التحديات، بل من الضروري نشر التوعية وثقافة الابتكار على نحو أكثر إنتاجية من أجل تغيير نمط استهلاك المياه، واستخدام أحدث النظم لتحلية المياه.

المياه تُعد مورداً رئيسياً للتنمية، ينبغي المحافظة عليها بتعزيز الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع بأهمية هذا المورد الثمين، وضرورة الحفاظ عليه من الاستنزاف والتلوث، والترشيد في استخدامه وإدارته إدارة سليمة، ونظراً للارتباط الكبير بين المياه والغذاء والطاقة، فإن ضمان إنتاجية المياه واستدامتها أمر لا غنى عنه، لخفض نسبة الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه والجوع وسوء التغذية، ويجب أن يتبع واضعو السياسات منهجاً شاملاً لإدارة هذه الملفات بدقة، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن وتيرة الجفاف قد تزيد بنسبة 20 إلى 40% خلال 2030، لذلك فمن الضروري توظيف التكنولوجيا في مواجهة تداعيات التغير المناخي، والتكيف معها، ووضع برنامج مستدام، ينمي الموارد المائية، ويحافظ عليها.