استثمار مستدام

لا شك أن أهداف التنمية المستدامة، قبل أن تكون نهجاً عالمياً وأجندة أممية، هي مهمة إنسانية للارتقاء بالمجتمعات وتعزيز حياة الإنسان وإعداد الأجيال القادمة لمستقبل مستدام، لذلك يحرص إكسبو 2020 دبي على تبني هذه الأهداف، وجعلها جزءاً كبيراً ومهماً من فعالياته، حيث يمثل فرصة غير مسبوقة للعالم من أجل ضمان مستقبل مستدام وإحداث تغيير إيجابي واستشراف آفاق جديدة في مجال الاستدامة على مستوى الإمارات والعالم.

مشاركة الأطفال في الورشات التدريبية في إكسبو لابتكار أعمال مستدامة ومصنوعة من المواد المعاد تدويرها من شأنه أن يساهم في نشر ثقافة الاستدامة، وترسيخ الوعي في نفوس التلاميذ بأهمية التمتع بصحة أفضل، والعيش في بيئة نظيفة، حيث إن الأطفال هم أساس التنمية البشرية المستدامة، والاستثمار في رعايتهم وتنميتهم هو استثمار في حاضر الأمم ومستقبلها، فأطفال اليوم هم رجال الغد، فإن تعليمهم بأهمية التنمية المستدامة سيساهم في تكوينهم للمساهمة في مستقبل مشرق للبشرية.

تتميز أهداف التنمية المستدامة بالشمولية والترابط، حيث إن مفتاح تحقيق هدف ما مرتبط بشكل وثيق بالأهداف الأخرى، لذلك من الضروري الاستثمار في رأس المال البشري من المعارف والمهارات والقدرات الصحية من أجل أن يكون للجميع القدرة على المشاركة الفعّالة في المجتمع، وأن أي ممارسات أو سياسات لا تأخذ هذه الركائز معاً أو أي منها بالحسبان فإنها بالضرورة آيلة إلى الفشل.

وغني عن القول إن تعزيز التعليم والوعي بالتنمية المستدامة بين أطفال المدارس له دور في تطوير حياة الإنسان وبناء شخصيته واستغلال إمكاناتهم كأفراد منتجين في المجتمع، حيث إن التنمية المستدامة تعتبر في المقام الأول مسألة ثقافة قبل أن تكون مفهوماً علمياً، فالأطفال سيشاركون المعلومات التي تعلموها مع أسرهم والمجتمع ونشر ثقافة الاستدامة بتغيير سلوك الأشخاص في الهدر والحفاظ على الموارد، وتقاسم الأفكار الجيدة والممارسات الواعدة واتّباع أساليب العيش المستدامة في إطار صون مستقبل الأجيال القادمة.