مستقبل الغذاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه عيون العالم حالياً نحو عام 2050، حيث يتوقع أن يصل تعداد سكانه إلى 10 مليارات نسمة، ومع هذا الارتفاع يبدو أن معدل القلق آخذ بالارتفاع.

حيث الجميع يفكر في موارد الأرض، ومدى قدرتها على تلبية احتياجات الناس، خاصة وأن توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة «الفاو» تشير إلى الحاجة الماسة لزيادة مستويات الإنتاج الغذائي بنسبة %60 بحلول 2050، وذلك لمواكبة احتياجات النمو السكاني العالمي في ذلك الوقت.

قد تبدو تلك نظرة مستقبلية للبعض وبعيدة المدى، لا سيما وإن المسافة الفاصلة بيننا وبين 2050 تقدر بربع قرن، خلالها سيشهد العالم تغيرات عديدة، كما سيشهد ظهور ابتكارات كثيرة تتمتع بالقدرة على تمكين العالم من تجاوز بعض التحديات، ولكن برغم ذلك، لا بد من الاستعداد لذلك العام جيداً، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الغذاء، وأهمية التحول نحو الأنظمة المستدامة، التي تحفظ موارد الأرض وتساهم في تقليل حجم الاستهلاك والهدر، والاهتمام بالزراعة وتوسيع رقعتها ومكافحة التصحر وغيرها من القضايا التي تهدد مستقبل الغذاء، وبالتالي مستقبل العالم برمته.

نحو هذا المستقبل يوجّه «إكسبو 2020 دبي» أنظاره، يسعى جاهداً إلى رفع مستوى الوعي بضرورة تطبيق نظم الغذاء المستدامة، وذلك حماية للأجيال المقبلة وضماناً لتوفير احتياجاتها، لذا يتعامل المعرض الدولي من خلال أسبوع «الغذاء والزراعة وسبل العيش» بكل جدية مع هذا الملف الذي يهم العالم أجمع، وهو ما يجعل من المعرض منصة نقاش عالمية، قادرة على صياغة استراتيجيات مستقبلية، تمكن العالم من مواجهة التحديات وتجاوزها بكل سلاسة.

قضية الاستدامة مهمة للغاية، واتخاذ الحدث الدولي منها واحدة من ركائزه الأساسية، يعد خطوة جديرة بالاهتمام، حيث تمكنا في دبي والإمارات من المشاركة في صياغة مستقبل العالم، وتوسيع جهودنا في تقليص رقعة الجوع حول العالم، وحماية البيئة على اختلاف أشكالها، لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

Email