تجربتي مع الكمامة في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

زرت دبى في الأسبوع الأخير من ديسمبر حتى اليوم الأول من السنة الجديدة.

في مطار القاهرة لابد أن تقدم شهادة بنتيجة مسحة كورونا «PCR»، وأنت تنهي إجراءات سفرك.

وعندما تدخل إلى الطائرة فلا بد أن تضع الكمامة طوال الرحلة باستثناء اللحظات المخصصة لتناول الوجبة.

قررت النوم قليلاً لأن السفر كان في وقت متأخر من الليل. ورفعت الكمامة، وبعد دقائق جاءت المضيفة، وطلبت مني بكل أدب أن أضعها مرة أخرى.

وصلنا إلى مطار دبي لتكتشف أن ارتداء الكمامة إجباري، وأن عليك أن تبرز شهادة إجراء المسحة في بلدك لكي تخرج من المطار.

بمجرد الخروج من باب الطائرة وقبل الوصول لضباط الجوازات، فإنه ينبغي عليك إجراء مسحة جديدة من الأنف، ثم تواصل طريقك، وفي الأوراق التي تملؤها فإنك تقدم رقم هاتفك، وبالفعل وصلتني رسالة بعد ساعات قليلة، تفيد بأن نتيجة مسحتي سلبية. وإذا كانت المسحة إيجابية، فيجب أن تحجر نفسك، وحجر الشخص 10 أيام في الفندق أو المكان المقيم فيه.

في أي مكان تدخله فأنت مطالب بوضع الكمامة، خصوصاً في المراكز التجارية الكبرى.

وبالطبع فإن إجراء مسحة جديدة في المطار صار أمراً مطبقاً في العديد من مطارات العالم، حيث إن بعض الدول تشك في عملية إجراء المسحات في دول أخرى، وبالتالي تريد أن تطمئن بصورة أفضل.

في السيارة التي تقلك من المطار إلى الفندق، يضع السائق الكمامة طوال الرحلة، وإذا فكرت أن ترفع كمامتك فإنه يلفت نظرك بكل أدب أن تضعها مرة أخرى.

نزلت من السيارة، فقررت أن أرفع الكمامة من الملل والإحساس إنني مخنوق، لكن العامل على الباب طلب أن أضعها.

جلست لبعض الوقت حتى تنتهي إجراءات التسكين، وكان مطلوباً مني طوال الوقت أن أضع الكمامة.

في كل تحركاتك داخل الفندق فهناك مطلب دائم ألا ترفع الكمامة، وحتى في المطعم خلال وجبة الفطور، فأنت مطالب بوضعها وأنت تتحرك لاختيار فطورك، والوقت المسموح فقط برفعها حينما تأكل لدرجة اعتقدت أنه قد يتم اختراع كمامة للأنف بها فتحة لتناول الأكل!

في كل مرة أفكر فيها في رفع الكمامة لثوان حتى أشم الهواء، أجد شخصاً يأتي بكل أدب ليطالبك بوضعها مرة أخرى. وإذا كنت جالساً في لوبي الفندق وفكرت في رفعها، فإن شخصاً مخصصاً طوال الوقت للمتابعة يأتي إليك ليقول لك: من فضلك ضع الكمامة.

في منتصف الزيارة، ذهبت إلى هيئة اتحادية، برفقة صديقين، وفوجئنا بأنه مطلوب إجراء مسحة جديدة، ويستحيل الدخول بدونها، أجريت المسحة، وجاءت سلبية فتمت الزيارة.

وفي إطار الإجراءات الاحترازية، فإنه لكي تتنقل بين بعض الإمارات، فإنه مطلوب منك أن تبرهن طوال الوقت أنك تحمل إما مسحة سلبية، أو أنك حصلت على اللقاح داخل الإمارات، أو شهادة موثقة من جهة إماراتية إذا كنت حصلت على اللقاح من خارج البلاد.

حينما قابلت أحد الموظفين بهذه الهيئة وسلمته إحدى أوراقي الرسمية، فإنه وضع قفازاً وأمسك بالورقة، خوفاً من أن تكون ليست آمنة.

في رحلة العودة تكررت المشاهد ذاتها من أول السيارة التي نقلتني من الفندق للمطار والإجراءات الاحترازية داخل المطار نهاية بالطائرة نفسها.

قد يشعر الناس بعدم الراحة من هذه الإجراءات وصرامتها، لكنهم يدركون في النهاية أنها لمصلحتهم الشخصية ولمصلحة استمرار الاقتصاد مفتوحاً، لأنه في اللحظة التي تضطر فيها السلطات للإغلاق فإن الجميع خاسر.

تحية احترام وتقدير لهذا الجهد الذي تبذله السلطات في الإمارات من أجل سلامة الجميع.

Email