الشغف مفردة الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشغف ليست مفردة عابرة في اللغة، هي ثقيلة في الوزن، ورشيقة في المعنى، ولها أبعاد كثيرة، بين ثناياها، تحمل تحفيزاً خاصاً، حتى تكاد أن تشكل طريقاً جميلاً، يقود نحو الإبداع الذي نحتاجه في كافة أمورنا اليومية، وأعمالنا، وحتى صياغة طموحاتنا وأهدافنا، يستخدمها كثيرون عبر اقترانها بأعمالهم وطموحاتهم، ولإيقاظ حس المعرفة والبحث لديهم. نحتاج للشغف في كل خطوة في حياتنا، فمن دونه، لا يمكننا الوصل إلى مرحلة الإبداع، فهو سلاح مهم للابتكار، ومفردة تمكننا من تجاوز السقف الزجاجي الذي يحد الطموحات.

قد يذهب البعض إلى تصنيف كلمة الشغف، تحت إطار الثقافة والفنون، بوصفها مفردة لها وقع ثقافي رنان، ولكنها في الواقع تتجاوز حدود هذا القطاع، لتصبح رفيقة قطاعات كثيرة، والاقتصاد من بينها، فنحن جميعاً نحتاج إلى هذه المفردة، على صغرها، لنتمكن من الإبداع في أعمالنا وحياتنا، نحتاج إليها خلال وضع الاستراتيجيات والخطط طويلة المدى، ونحتاجه خلال تنفيذ أعمال التصميم والبناء والرسم المعماري، والشغف رفيقنا في التدريب وأعمال الكوتشينغ، ومن دونه، لا يستقيم العمل في المؤسسات والشركات الاقتصادية، فعندما نفقد الشغف في أعمالنا، نتحول إلى الرتابة، ونصاب بالملل، الذي يعد العدو الأول للإبداع، وحجر عثرة في طريق التطور، والرتابة على عكس الشغف، فهي تحد من قدرتنا على شحذ الأذهان، والتفكير خارج الصندوق.

الشغف رفيق القادة، الذين تعودوا البحث عن الإبداع والتفرد، فأطلقوا العنان لأفكارهم ورؤاهم، وقادتنا أوجدوا في بلادنا بيئة خاصة للشغف، حتى باتت الإمارات موطناً له، وأرضاً خصبة ينبت بها، عبر مبادرات وأفكار واستراتيجيات عديدة، بعضها اقتصادية، وأخرى فكرية واجتماعية، قادت الدولة وشبابها للتحليق في عنان الفضاء، وبلا شك، أنه لولا التمسك بالشغف والإيمان به، لما تمكنت دولتنا من الوصول إلى ما هي عليه الآن.

مسار

الشغف يوقد في النفوس جمرة الإبداع، ومن دونه نُصاب بالرتابة.

 

Email