عاجلاً سيعود العالم إلى هدوئه

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعيداً عن التشاؤم والنظرة العدمية في زمن صعب، كالذي نمر، لا يفيد فيه سوى التفاؤل والإرادة القوية والرؤية النافذة، يبدو أن العالم يتجه إلى مزيد من التداخل والتشابك، ليس في ظل جائحة، تتوزع همومها على سلسلة من الفيروسات المعلومة، حتى اللحظة، بل في ظل ظاهرة عولمة سبقتها بـ 6 قرون، جاءت الثورة الصناعية الأولى في القرن 19، لتكون أحد أكبر تجلياتها التي أتاحت للإنسان معرفة بعض أسرارها، بعد اكتشاف الطاقة البخارية والمائية، وصناعة الحديد، وبروز المصنع الميكانيكي. 

إن ظاهرة العولمة تلك، وبحسب تقارير موثوقة، لها جانب لا إنساني متهم بالوحشية، وهي الحقيقة التي بدأت تظهر وتتكشّف يوماً بعد آخر، ليعلمها الجميع ويشعر بتأثيراتها السلبية في أكثر من مجال وموقع. 

إن البيئة الطبيعية للإنسان في عالم اليوم، تتعرض هي الأخرى إلى أضرار تفوق التوقعات، ويصعب تخيلها، فما علم وتم اكتشافه من تلك الأضرار على قلتها، سعى المخلصون إلى التعامل معها ومعالجتها، لكن الأضرار الأكثر التي تجري تحت السطح، في الخفاء، والعيون في غطاء عنها، يجعل كفة ميزان القوى تميل إلى أولئك المسيئين الذين لا يضمرون الخير للأرض والبشر على حد سواء، سبيلهم إلى ذلك طرق شتى. لكن الأمل الذي يتسلح به البشر وبينهم المدافعون عن حق الإنسان في العيش الكريم الآمن، ومن حوله البيئة الطبيعية السليمة والنظيفة، يجعلهم أكثر حماسة وإصراراً على التعاون والتعاضد لإعلاء مصلحة الوطن، وتحقيق الحماية لأفراد المجتمع. بهكذا روح تصبح المسيرة ناجحة، هادئة ومحفزة، وآمنة للجميع. 

إن عالم اليوم كما سبقت الإشارة، إلى مزيد من المشكلات والأزمات، وربما الكوارث، على أن ليس كل ما حدث ويحدث في العالم، هو ناجم عن الطبيعة، سببه خلل ما في قانون التوازن، إنما هنالك ما يقع ويكون سببه البشر أنفسهم، ما يجعل الحدث أكثر بشاعة مما لو تسببت فيه الطبيعة.

لكن، وكما في قانون الفيزياء، فإن لكل «قوة تدميرية» سلبية، هنالك قوة بناءة إيجابية، تقابلها، تماثلها أو تفوقها، وإن لم تتغلب عليها فقد تحد من تأثيرها التدميري، هذه القوة البناءة الإيجابية، المتقابلة، هي قوة الدولة والمجتمع، الدولة بمؤسساتها، والمجتمع بوعي أفراده وثقافتهم، ونزوعهم الطبيعي إلى تفهم الأحداث وماهيتها، ومحاولة الوقوف في وجهها والتعامل معها لصدها.

يخلص المرء من هذا كله إلى حقيقة: إنه كلما كانت الدولة قوية، صغرت أمامها المشكلة أو الأزمة، وحتى الكارثة على ما فيها من أضرار، لن تبدو أمامها عقبة عصيّة على الاحتواء. وثمة تجربة كبيرة علينا ألا ننساها في هذا السياق، هي جائحة كورونا التي ضربت العالم في أكثر من مقتل، وتسببت في كوارث جمّة، لكن ها هي المجتمعات ومن بينها مجتمع الإمارات، على وشك فترة التعافي «رغم فيروس أوميكرون الطارئ»، مما يشي أن العالم متفائل بدنو أجل الجائحة، وإلى الأبد ربما، تعود بعدها الحياة إلى طبيعتها، ويعود العالم إلى هدوئه وسكينته.

Email