«إكسبو» وتكريس الانفتاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسخ إكسبو 2020 دبي، نوعية جديدة من معارض إكسبو الدولية، حيث جمع بين ثقافات الأمم وماضيها وحاضرها ومستقبلها، ما منحه تفرداً كبيراً، كحدث عالمي يجمع تحت سقف واحد، ملامح مهمة من تاريخ الشعوب وتراثها الإنساني، بكل ما يتسم به من تنوع، ما يجنب الأمم والشعوب الصدام، الذي يقلل من فاعلية القيم الحضارية التي ترتكز على الأخلاق والمعاملات الإنسانية الراقية، والسمو بالثقافات الإنسانية إلى أنواع من الحوار الإيجابي، إذ إن البشرية الآن، في أشد الحاجة للتواصل الحضاري، الذي سارت عليه منذ فجر التاريخ، ولم تشذ عنه في أي حلقة من حلقات التطور.

ولا شك أنه لا يمكن لحضارة بعينها، احتكار قيم التقدم وأساليبه، لأن التقدم الإنساني هو محصلة حضارات متنوعة، وتجارب متعددة، لذلك، فالتنوع هو مصدر إثراء وعطاء لصالح تقدم الإنسان، بغض النظر عن هويته وثقافته، وقد نجح إكسبو دبي في تحقيق مكاسب رائدة على جبهات التواصل والاتصال، وفي مختلف مجالات خدمة الإنسان، بصورة لم يسبق لها مثيل، من خلال نشر الإيجابية، وتوطيد العلاقات مع الشعوب، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وتبادل المعارف والخبرات في ما بينها، ما يجسد قدرة العالم على تخطي التحديات، وتحويلها إلى فرص تنموية، عبر الشراكات والتحالفات التي تركز على الابتكار والإبداع، ونشر الأمل والطمأنينة.

وغني عن القول إن إكسبو 2020 دبي، تصب دلالاته ونتائجه في صالح البشرية، حيث أسهم في إيجاد قنوات للتفاهم بين الشعوب، على اختلاف مشاربهم، من خلال توفير البيئة المناسبة لحوار تفاعلي، يستعرض قضايا ثقافية واقتصادية، تعزز مد جسور التفاهم بين دول العالم في مختلف المجالات، وقد تم تخصيص يوم وطني لكل دولة، للتعريف بثقافتها، بما يعزز التقارب والوئام الإنساني، ونشر السلام والمحبة والتسامح والتعاون بين بني البشر.

 

Email