حياكم

استئناف الحضارة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكاد الحركة تتوقف في أرجاء معرض «إكسبو 2020 دبي»، ففي كل يوم يطل علينا بأمور جديدة ويطرق أبواب قضايا مختلفة، جلها تصب في إطار اهتمامات العالم أجمع، وتسعى إلى مناقشة المستقبل واستشرافه، بهدف وضع حلول مختلفة تمكننا من تجاوز التحديات التي يتوقع أن تواجه العالم يوماً ما. جميل هذا الحراك الذي نشهده في المعرض الدولي، والأجمل أنه يتم على أرض تنطق بالعربية، تقع في منطقة كانت على الدوام مصدر نور وإشعاع حضاري للعالم أجمع، من بين ثناياها خرجت عديد الأمم وتأسست حضارات وولدت لغات مختلفة حروفها وكلماتها وأصواتها.

لقد أعاد معرض «إكسبو 2020 دبي» الوهج إلى منطقتنا العربية، وسلط الضوء على ما حققته من إنجازات، وما تمتلكه من إرث حضاري، وها هو يفتح العيون على لغتنا العربية، التي يحتفي بها وبكل ما تمتلكه من جماليات وثراء، وهو ما تجسد على الأرض، عبر اختياره لمجموعة كلمات تعبر عن فكرة المعرض، وتعكس تقاليدنا وتكشف عن نظرتنا نحو المستقبل، ونظرتنا إلى الحضارات والثقافات الأخرى، فتواجد الحرف العربي في أرجاء المكان، فيه تأكيد على الهوية والثقافة التي ننتمي لها، وهو ترجمة لما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بأن «استئناف الحضارة قرار وليس شعاراً».

بعد يومين، يحتفي المعرض الدولي باليوم العالمي للغة العربية، بوصفها لغة القرآن الكريم، وبكونها واحدة من أبرز لغات التواصل بين الشعوب، حيث يصل عدد الناطقين بها إلى أكثر من 400 مليون شخص، فضلاً عن كونها اللغة الحضارية الأولى في العالم لوقت طويل، لقد كانت لغة الضاد ولا تزال حاملة لرسالة إنسانية متنوعة في مفاهيمها وأفكارها، وتمكنت على مدار الوقت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة، وبلا شك أن احتفاء معرض «إكسبو 2020 دبي» بيومها العالمي، فيه انعكاس لمدى التأثير والعمق الذي تتمتع به هذه اللغة، والحضور اللافت الذي تحظى به على الساحة الدولية.

Email